ازداد بشحاتة الغضب حين سمع منها هذا القول، فتقدم نحوها يصيح: انهضي أيتها الحمقاء! أتعقدين بيني وبين هذا الشاب أية مقارنة؟!
أتحسبينه قديرا على أن يطعمك ويكسوك، إذا لم تكوني في كنفي؟! قومي. اختاري: أنا؟ أم هو؟
ونظر عزيز إليه محنقا وقد صعد الدم إلى رأسه، ثم اندفع نحوه ملوحا بقبضة يده، وكأنما يريد أن يضربه وهو يقول: «أتحسب أنك اشتريتها بمالك الدنس؟!»
وامتقع لون شحاتة لصنيع عزيز، وبلغ منه الانفعال غايته، فوقف هنيهة، ثم ارتد على عقبيه، وهو يهمهم بين أسنانه: اللهم اخز الشيطان!
فلما بلغ الباب، ارتد ببصره إلى زوجته وقال: قومي الآن إلى بيتك، وإلا فهو عليك حرام!
ونظرت رجاء إلى عزيز متخاذلة، وقامت تتبع زوجها وهى تقول: «إلى اللقاء يا بني!»
وأجابها عزيز: «وداعا يا أماه!»
وأردفت هي تقول: «بل إلى اللقاء!»
وقضى شحاتة ليلة نابغية، هده التفكير أثناءها، ولم يهده إلى شيء يواجه به ما حدث. وأصبح متعبا غير قادر على الذهاب إلى متجره. فلما أمسى كانت الحمى قد ركبته، ثم شعر بألم جاء في الناحية اليسرى من صدره ومن كتفه، واستدعى طبيبهم الخاص، ففحص هذا الشيخ الهرم، وأدى به الفحص إلى تشخيص نوبة قلبية مفاجئة، قد لا تبلغ حد الخطر على حياة المريض إذا لزم الراحة التامة المطلقة، وإذا لم يتأثر المخ بالانفعالات العنيفة التي مر الرجل بها.
واستدعت رجاء أطباء القلب لمعاونة طبيبهم الخاص، فأبدوا من العناية بالمريض ما لا مزيد عليه، وكانوا يترددون عليه كل يوم غير مرة لعيادته.
Unknown page