272

Qiraa Fi Kutub Caqaid

قراءة في كتب العقائد

Genres

Responses

انظر إلى لفظة (بل يداه مبسوطتان) في هذا الكلام المفعم بهذا البيان وهذا الإعجاز في بسطه يديه وقدرته التامة في إعطائه من يشاء وهذا الغضب الإلهي الذي انصب في اليهود فصاروا أبخل من في العالم.

انظر كيف تملأ الآية نفسك رغبة في كرم الله عز وجل وطمعا فيما عنده وما ينحلل فيك من الأريحية والسرور في طلب ما عند الله00 إلى آخر هذه المعاني.

ثم خذها مجردة في كتب أهل العقيدة تجدهم يقولون:

-وفي إثبات اليدين قوله تعالى: (بل يداه مبسوطتان) بل يبخلون في إكمال قوله تعالى: (ينفق كيف يشاء)!! ألا ترى أنك تشعر بقشعريرة تناقض تلك المعاني التي شعرت بها وأنت تقرأها في ضمن سياقها في القرآن الكريم فكيف بك إذا رزقك الله مطالعة في القرآن الكريم فقط دون هذه الكتب.

وفوق هذا تأمل ألا ترى أن قول اليهود: (يد الله مغلولة) لا يقصدون أنها مغلولة إلى عنقه وإنما يقصدون البخل بالاتفاق فهم أرادوا المجاز وبالتالي فينبغي أن يكون الرد عليهم مشاكلا لشبهتهم فتكون اليد المغلولة واليدان اللتان رد بهما عليهم كذلك لا حقيقة لهما.

سياق الآية يدل على ذلك لأن الرد ينبغي أن يكون من مخرج الشبهة وإلا لعدم التفاهم بين الطرفين.

وزد على هذا حينما قال عنهم عز وجل (غلت أيديهم) هل أراد الحقيقة فإن أيديهم مغلولة إلى أعناقهم؟! إن هذا المراد لو صح يأباه الواقع لأن اليهود ليست مغلولة أيديهم إلى أعناقهم وإنما دعا عليهم بالبخل وبالفعل هم أبخل الناس ألا ترى أن هذا مناقض للكرم لا لحقيقة أن له يدين عز وجل، فقوله: (غلت أيديهم) مقابل ل (يداه مبسوطتان) والأول مجاز بالاتفاق وكذلك ينبغي أن يكون الآخر مجازا.

Page 278