Qiraa Fi Kutub Caqaid
قراءة في كتب العقائد
Genres
هذا الجواب ما زالت الطوائف تطالبهم به منذ 1200 سنة ولم يجيبوا عليه.
وخذ مثل هذا -وإن كان أخف منه- إثباتهم لليدين وإرجاع لفظ الجمع والإفراد إليها مع أنه يحتاج لدليل.
هل لأن الأدمي له يدان، وهذه تحتاج إلى إجابة أخرى، وهم احتجوا على هذا بأن العرب قد تطلق على الاثنين جمعا ولكن لا شك أن النظر في سياقات الآيات التي جاءت فيها هذه الألفاظ والتأمل في تلك النصوص التي اختطفوا منها هذا يدل على أن هناك أسرارا أخرى غير ما ذهبوا إليه.
ومن إلحاحهم على التجسيم إثباتهم الصوت وأن الله يتكلم بصوت مع أن الحديث الذي ورد في ذلك فيه نزاع.
ولا يكاد يوجد نص يمكن منه لمح عود الصفة فيه إلى الله أو إلى شيء آخر غيره وهو الذي يقتضيه السياق إلا جعلوا عوده إلى الله تعالى يثبت له صفة أخرى ولو كان المحمل ضعيفا وأنظر لأمثلة:
- أثبتوا لله ظلا لأنه ورد نص (يظلهم الله في ظله) مع أنه قد ورد في بعض الروايات أنه ظل العرش وورد في روايات أنه ظل من خلقه كبيت الله وناقة الله00
ومع ذلك غلبوا ذلك المحمل الضعيف فاثبت بعضهم أن لله ظلا وهم يقرءون قوله (ليس كمثله شيء) والظل لا بد أن يشبه صاحبه!! أو أن هذا -بزعمهم- ظل على وجه الكمال خاص به على ما يليق بجلاله.
والذي يظهر أن التفاهم مع هذه الطائفة صعب المنال لأنه يقتضي بناء قاموس لغوي آخر واختراع لغة جديدة ثم نتعلمها سنوات طويلة ثم نتفاهم معهم.
والعجيب أن بعضهم يرى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) ليس له ظل لأنه منزه عن ذلك وفي المقابل يرى أن لله ظلا!!.
فيالله العجب كيف أصبحت العقيدة لا تملأ العقل إلا شكا ولا القلب إلا ظنا.
Page 273