Qiraa Fi Kutub Caqaid
قراءة في كتب العقائد
Genres
والصواب ليس مع هؤلاء ولا هؤلاء فأبو حنيفة وأحمد وابن تيمية وابن القيم والأشعري ومحمد بن عبد الوهاب مسلمون مؤمنون لكنهم بشر يصيبون ويخطئون وكذلك الحال في أئمة المعتزلة أو الشيعة مثل واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وابن المطهر والجهم بن صفوان والجعد بن درهم وغيلان الدمشقي وغيرهم من العلماء هم مسلمون لهم حق الإسلام لكنهم بشر يصيبون ويخطئون بغض النظر عن نسبة الصواب والخطأ هنا.
وليس هناك حجة لنا في تكفير هؤلاء إلا ولهم حجة مثلها أو قريب منها في تكفير أئمتنا والفرق بيننا وبينهم أن حججنا منشورة بيننا دون مناقشة وحججهم منشورة بينهم دون مناقشة فيظن كل طرف أن الطرف الذي ينتمي إليه على حق أبلج وأن الطرف الآخر معه باطل لجلج وأن فيه كل بلية من جهل وابتداع وخبث000
فلذلك نحن نتعجب من ضلالهم وهم يتعجبون من ضلالنا!! ونتعجب من تكفيرهم لنا ويتعجبون من تكفيرنا لهم!! ونتعجب من نفيهم الصفات ويتعجبون من تشبيهنا الله بخلقه!! ونتعجب من ذمهم بعض الصحابة وغلوهم في البعض الآخر ويتعجبون من تقديسنا لبعض الصحابة وذمنا لبعضهم أيضا!! (وهذا كله له شواهد صحيحة ليس هنا مجال ذكرها).
ونلزمهم بما في كتبهم ويلزموننا بما رأيتم وسترون في كتبنا!! فإن نفوا عن أنفسهم تهمة لا نصدقهم لأن كتبهم تؤكد ذلك!! ونحن لو ننفي عن أنفسنا تكفير أبي حنيفة لما صدقونا لأن كتبنا تؤكد ذلك!! ولو ننفي عن أنفسنا التجسيم لما صدقونا لأن كتبنا تؤكد ذلك!!، ولو أنكرنا غلونا في علمائنا لما صدقونا لأن كتبنا تؤكد ذلك!! وهكذا يتعجب كل طرف من الآخر.
Page 148