Qaysar Asfar
القيصر الأصفر: ومسرحيات أخرى شرقية
Genres
الرجل (مناديا) :
تعال أيها الصبي! تعال نستمع إلى أغنية سيدك الهارب من منفاه.
العجوز :
لمنفى آخر لن يلبث أن يهرب منه إلى المنفى! (يضحكان)
دع الصبي يلعب. لقد أضناه السفر، بينما أنا في الطريق إلى هذا المكان، أسأل كل عابر عن الحدود، إذا بالليل يخيم علينا، أنا وهذا الصبي اليتيم والدابة السوداء، في واد قحل تصفر فيه الريح وتعوي الذئاب، كانت علامات الإرهاق واضحة على وجه الصبي، وكان الجوع إلى النوم والطعام الدافئ يطل من عينيه ويصوب سهامه الجارحة إلي. وتجشمت مشقة الصعود إلى أعلى ربوة قريبة، وحالفني الحظ فرأيت نوافذ يلمع فيها الضوء، بل تناهت إلى أذني أصوات غناء وصيحات فرح وعزف على الناي والمزمار والأوتار والدفوف. وتأكدت أنه عرس في قرية غير بعيدة. بشرت الصبي بالوجبة الساخنة، وربت على رقبة الدابة التي فهمت ما أريد فاتجهت من نفسها في اتجاه الأضواء والصيحات. وعندما اقتربنا نزلت عن الدابة وأطلقتها مع الصبي قائلا له: اذهب يا ولدي؛ الناس هنا طيبون. وعندما تضع يدك في الطبق الكبير لن يسألوك عن اسمك أو وجهتك. اذهب يا ولدي وارقص مع الأولاد وغن، وخذ الدابة أيضا؛ فلن يبخلوا عليها بالعلف والماء. إن سألوك عني، قل لهم: سيدي حكيم عجوز هناك في أسفل الجبل، يتعبد ويرتل الدعوات، اذهب يا ولدي اذهب، لدي في الجراب ما يكفيني، وحبست دموعي وأنا أرى الصبي على ظهر الدابة المنحدرة إلى العرس، وانطلق لساني بالأغنية التي سأقولها لك بغير ترتيب:
آه! ما أبعد الفجر!
الناس جميعا فرحون،
كأنهم يشاركون في وليمة.
كأنهم ذاهبون إلى مهرجان الربيع!
أنا وحدي أرقد في سكون،
Unknown page