33

Qawl Mufid

القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد

Investigator

عبد الرحمن عبد الخالق

Publisher

دار القلم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٩٦

Publisher Location

الكويت

قَلِيل لِأَنَّهُ لَا يرغب فِي علم الِاجْتِهَاد إِلَّا من أخْلص النِّيَّة وَطلب الْعلم لله ﷿ وَرغب عَن المناصب الدُّنْيَوِيَّة وربط نَفسه برباط الزّهْد وألجم نَفسه بلجام القنوع فَلْينْظر الْعَاقِل أَيْن يكون مَحل هَذَا الْعَالم على التَّحْقِيق عِنْد أهل الدُّنْيَا إِذا شاهدوه فِي زَاوِيَة من زَوَايَا الْمَسْجِد وَقد قعد بَين يَدَيْهِ رجل أَو رجلَانِ من مَحل ذَلِك الْمُقَلّد الَّذِي اجْتمع عَلَيْهِ المقلدون فَإِنَّهُم رُبمَا يَعْتَقِدُونَ أَنه كواحد من تلامذة الْمُقَلّد أَو يقصر عَنهُ لما يشاهدون من الْأَوْصَاف الَّتِي قدمنَا ذكرهَا وَمَعَ هَذَا فَإِنَّهُم لَا يقفون على فَتْوَى من الْفَتَاوَى أَو سجل من السجلات إِلَّا وَهُوَ بِخَط أهل التَّقْلِيد ومنسوب إِلَيْهِم فيزدادون لَهُم بذلك تَعْظِيمًا ويقدمونهم على عُلَمَاء الِاجْتِهَاد فِي كل اصدار وإيراد فَإِذا تكلم عَالم من عُلَمَاء الِاجْتِهَاد وَالْحَال هَذِه بِشَيْء يُخَالف مَا يَعْتَقِدهُ المقلدة قَامُوا عَلَيْهِ قومه جَاهِلِيَّة وَوَافَقَهُمْ على ذَلِك أهل الدُّنْيَا وأرباب السُّلْطَان فَإِذا قدرُوا على الْإِضْرَار بِهِ فِي بدنه وَمَاله فعلوا ذَلِك وهم بفعلهم مشكورون عِنْد أَبنَاء جنسهم من الْعَامَّة والمقلدة لأَنهم قَامُوا بنصرة الدّين بزعمهم وذبوا عَن الْأَئِمَّة المتبوعين وَعَن مذاهبهم الَّتِي قد اعتقدها أتباعهم فَيكون لَهُم بِهَذِهِ الْأَفْعَال الَّتِي هِيَ عين الْجَهْل والضلال من الجاه والرفعة عِنْد أَبنَاء جنسهم مَا لم يكن فِي حِسَاب

1 / 49