271

Al-qawāʿid al-fiqhiyya: mafhūmuhā, nashʾatuhā, taṭawwuruhā, dirāsat muʾallafātihā, adillatihā, muhimmatuhā, taṭbīqātuhā

القواعد الفقهية : مفهومها، نشأتها، تطورها، دراسة مؤلفاتها، أدلتها، مهمتها، تطبيقاتها

Publisher

دار القلم

Genres

على سريره، ويحملوه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ففعلوا، فأتاه الموت وهو بالتنعيم، فنزلت هذه الآية(1) . فإن إدراك الأجل قبل إكمال العمل لم ينقص شيئا من ثوابه ومكانته عند الله لوجود النية الصادقة .

وكذلك قوله تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)(2) (ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نوتيه أجرا عظيما)(3)؛ وفي موضع آخر: {... الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله...) الآية(4). فجميع هذه الآيات فيها دلالة واضحة على كون النية ركنا أساسيا في قبول الأعمال وصحتها. فلما ذكر الله سبحانه وتعالى الصدقة ناط ثوابها بالنية وبالقصد الذي تتجه إليه القلوب.

وفي هذا المعنى قوله تعالى في سورة البقرة: لا يواخذكم الله باللغو في أمانكم، ولكن يواخذكم بما كسبت قلوبكم)(5)، وفي سورة الأحزاب: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم)(6).

فلغو اليمين لا كفارة فيه ولا اعتبار له في نظر الشارع، لأنه مما جرى على السان عفوا من غير قصد بالقلب.

وقد ذهب ابن حزم إلى وجوب النية في جميع الأعمال والتصرفات؛ فمن أادلة التي أوردها في هذا الباب قوله تعالى: لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم، فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا ق ريبا)(7)، وقوله تعالى: (ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يوتيهم الله خيرا، الله

(2) سورة البينة : الآية5.

(3) سورة النساء : الآية 114.

(4) سورة البقرة : الآية 265.

(5) سورة البقرة: الآية 225.

(6) سورة الأحزاب : الآية5.

(7) سورة الفتح : الآية 18.

284

Page 283