288

Qawāʿid fī al-sulūk ilā Allāh taʿālā

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Genres

قاعدة في تعرف النبوة أيضا

[بسم الله الرحمن الرحيم] الناس ثلاث طوائف ؛ طائفة متمسكة بشريعة الأنبياء، وطائفة بالأديان المختلفة؛ كدين المجوس والفلاسفة، وأهل الأهواء والآراء، وطائفة ليسوا متمسكين بشيء، وهم الزنادقة؛ الذين لا مع العقل ولا مع الشرع.

إذا ظهر هذا، فالرب تعالى معلوم بالفطرة الإنسانية ، إذ الصنعة لا بد لها من صانع، وكيف لا ? وقد ظهرت حكمته في الأشياء، وعلمه بها في حسن تدبيره لها، واتقانه مختلفات أشكالها وأجناسها والعبد يعرف بالضرورة أنه عبد، وأن أمره ليس بيده، بل له مدبر مختار . هذا علم ضروري.

وبعد هذا العلم؛ فا لإنسان بين ثلاثة الأقسام: المتمسك الذي سبق ذكره؛ فإن دخل في الانحلال والزندقة، وتحرك بمقتضى ما تشتهيه الجبلة والطبيعة من شهوة وفسوق وعصيان، فهذا حال ناقص؛ لأنه مناف للمعرفة الفطرية، بوجوب الرب الصانع ، الذي تجب عبادته بشريعة يشرعها لعباده، فإنها من تمام حكمته وعلمه، إذ لا بد للعبادة من هيئة يعبدونه بها، فالانحلال باطل مناف للعقول

Page 310