286

Qawāʿid fī al-sulūk ilā Allāh taʿālā

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Genres

المطرقة، وقوله : كاسيات عاريات ، وقوله : تفتح مصر، فيذكر فيها القيراط ، وإخباره عن علي وعثمان وعمار والحسن بما آل أمرهم إليه، وأنه إذا ذهب كسرى فلا كسرى بعده ، وإذا ذهب قيصر فلا قيصر بعده، وغزو أمته في البحر، فمتى ظهرت بشرى الأنبياء به في التوراة ، كما صدق به ابن سلام وأصحابه وفي دين عيسى، كما ذكره الرهبان لسلمان، ثم ظهور الهواتف ببعثته، ثم ظهوره بالحق والعدل كما مر ذكره، ثم صدقه في إخباراته، فظهرت عقيب الطلبة؛ كانشقاق القمر، والسقيا، ثم ظهور بقية المعجزات الخارقة على يده، ثم موافقته لأصول جميع الأنبياء في دعوتهم ؛ علمنا : أنه المنتظر الذي كانت تنتظره العلماء من أهل الأديان، وأنه الذي كانت اليهود تنتظره في المدينة، حتى بشروا بطلوع نجمه، وكان يفخرون به على الأنصار، وهجرة ابن التيهان اليهودي إلى المدينة رجاء لقائه، وهو الذي قال هرقل : قد كنت أعلم بظهوره، ولكنني ما كنت أعرف أنه منكم، يعني : العرب.

وهذا الذي إذا ظهر من نبي قامت به حجة الله على عباده وزيادة ؛ لأنه أتى بما ينبغي للأنبياء أن يأتوا به، ووافقهم في أصولهم وإن اختلفت الشرائع، ولكل رسول شريعة كما يشاؤها المرسل في كل حين وأوان، فلله الحجة البالغة علينا، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق، وما بقي بعد هذا البلاغ بلاغ، ولا بعد هذا الصدق صدق، ولا بعد هذا الإعجاز إعجاز ، إلا أننا نسأل الله حفظ هذا الإيمان، وأن يكتبه في قلوبنا؛ فإنا نخاف سلبه أو تغيره، لأن القلوب بين أصبعين من

Page 308