224

Qawaʿid fi al-suluk ila Al-lah taʿala

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Genres

السماء، ولأنه يكون مقرونا بالذكر الخالص لله عز وجل، فيستغرق القلب في أنوار الذكر وذلك من عالم السماء القريب إلى الأرض.

الصنف السابع : إذا لطفت النفس قليلا أكثر من ذلك، وقعت الفكرة في ميدان الطلب والإرادة لله عز وجل، وعكوف الهم عليه سبحانه، وجمع الخاطر بين يديه، والمراقبة لعلمه ونظره بالمحبة التامة ، والإرادة الكاملة ، والشوق الزائد إلى اللقاء: وذلك من عالم السموات العلى، القريبة من العرش لمن فهم ذلك وعقله، وكان لبيبا.

الصنف الثامن : إذا لطفت النفس أكثر من ذلك تخلصت من عالم الأرض والسماء، واستغرقت في عالم الشهود والعبودية، وملاحظة الصفات، وكان حديثها المسامرة للحق تعالى بالتوكل والتفويض والدعاء، والنظر إلى الأوامر الشرعية والأحكام القدرية والمعاني الصفاتية كأنه عند الله عز وجل ومعه وبين يديه: وهذا من عالم العرش المجيد، ليس من عالم الأرض ولا عالم السماء.

الصنف التاسع : إذا قوي هذا المعنى عليها هجمت المعرفة الذاتية على الأرواح المورثة لالتهاب الروح بنيران المحبة الخاصة ، الموجبة للسكرات، وتقرب الحقائق منه قربا لا يغيب عنه: بحيث يلتبس باطنه ويشرق أنوارها على ظاهره ، بحيث يبقي وجود العبد عرشا للمثل الأعلى.

Page 246