عاد خمارويه إلى حاضرة ملكه بعد غيبة بلغت ثلاث سنين إلا أشهرا، فطم فيها الرضيع، وشب الوليد، ونهدت الصبية، وكانت مصر من الشوق إلى أميرها الشاب في لهفة وحنين، فإنها لتقتص آثاره
83
حيث سار وحيث نزل، ففى كل دار بالقطائع
84
حديث عما أفاء الله عليه
85
وما يسر له من أسباب التوفيق، فما كاد النبأ بمقدمه يذيع في الحاضرة حتى تهيأت المدينة كلها لاستقباله وتحيته، وخف شبابها وشيبها لاجتلاء طلعته، فلم يبق في دار من دور المدينة على ما بلغت من السعة إلا النساء قد علون الأسطح، والفتيات قد انتقبن في الشرفات
86 ...
وبدا موكب الأمير يتقدمه الحجاب والغلمان، عليهم أقبية الحرير وجواشن الديباج،
87
Unknown page