122

Qatf Thamar

قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر

Publisher

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢١هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

الفريقين:. . ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ [النساء: ٥٧] والأصح (١) أن الجنة في السماء، وجهنم في الأرض، ولم يصرح بتعيين مكانهما، بل حيث شاء الله تعالى. والجنة دار أوليائه، والنار عقابه لأعدائه، وأهل الجنة فيها مخلدون، والمجرمون في عذاب جهنم: ﴿لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ﴾ [الزخرف: ٧٥] وقد خلقت الجنة وما فيها، وخلقت النار وما فيها، خلقهما الله ﷿ قبل القيامة، وخلق لكل منهما خلقًا، ولا يفنيان أبدا. فإن احتج مبتدع أو زنديق، بقول الله ﷿:. . ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: ٨٨] أو نحو هذا من متشابه القرآن قيل له: "كل شيء مما كتب عليه الفناء والهلاك هالك، والجنة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء والهلاك، وهما من الآخرة لا من الدنيا والحور العين لا تمتن عند قيام الساعة، ولا عند النفخة، ولا أبدًا، لأن الله تعالى خلقهن للبقاء، لا للفناء، ولم يكتب عليهن الموت، فمن قال خلاف هذا فهو مبتدع، ضل عن سواء السبيل (٢) .

(١) الذي حققه ابن القيم في "حادي الأرواح " (ص ٦٦) أن الجنة في السماء والنار في أسفل سافلين واستدل بقوله تعالى: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى [النجم: ١٣- ١٥] . وقال: وقد ثبت أن سدرة المنتهى فوق السماء وسميت بذلك لأنها ينتهى إليها ما ينزل من عند الله فيقبض منها وما يصعد إليه فيقبض منها وكما استدل بقوله ﷺ: "الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض" وهذا يدل على أنها في غاية العلو. وانظر حادي الأرواح لتمام أدلته والآثار التي استدل بها عن السلف. (٢) من قوله: "فإن احتج مبتدع" إلى هذا الموضع بِنصِّه في "السنة" لأحمد (ص ٧٤) .

1 / 129