يقال بسط يده إذا مدها قال ابن عباس: باسطوا أيديهم بالعذاب، قال الضحاك: باسطوا أيديهم يضربون وجوههم وأدبارهم، والتقدير في العربية يقولون ﴿أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون﴾ ليس بتمام لأنه متعلق بما بعده، وإذا أرادت العرب الرفق والدعة وخفة المؤونة قالوا: الهون بفتح الهاء وإذا أراد الهون يضم الهاء كما قال ذو الإصبع:
إليك عني فما أمي براعية ترعى = المخاض ولا أغضى على الهون
﴿بما كنتم تقولون على الله غير الحق﴾ عن نافع تم، وقال غيره التمام ﴿وكنتم عن آياته تستكبرون﴾ لأن هذا آخر كلام الملائكة.
ويقول الله ﷿ يوم القيامة ﴿ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم﴾ قطع صالح وهذا على التوبيخ لهم والتحسير، أي: جئتمونا عراة حفاة غلفا (وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم) قطع صالح، وتركتم ما كنتم تتباهون به في الدنيا من مال وأمان كما روى أن عائشة قرأت هذه الآية فقالت: يا رسول الله وأسوتاه حشر الناس جميعا ينظر الرجال إلى النساء والنساء إلى الرجال قال: يا عائشة هم في شغل عن ذلك ﴿لكل أمرئ منهم يومئذ شأن يغنيه﴾، قال محمد بن جرير: واحد الفرادى فرد وأنشد:
[١/ ٢٣٢]