Qasida

قصيدة أنا المقر بأنني وهابي

Investigator

د. عبد السلام بن محمد الشويعر

Publisher

لا يوجد

Edition Number

الأولى

Publication Year

1426 هـ / 2005 م

Publisher Location

الرياض / السعودية

قال العلامة الملا عمران بن رضوان صاحب ( لنجة ) ( المتوفي

سنة 1280 ه ) - رحمه الله تعالى - : |

إن كان تابع أحمد متوهبا

فأنا القر بأنني وهابي

أنفي الشريك عن الإله فليس لي

رب سوى المتفرد الوهاب

لا قبة ترجى ولا وثن ولا

قبر له سبب من الأسباب

كلا ولا شجر ولا حجر ولا

عين ولا نصب من الأنصاب

|

Page 29

أيضا ولست معلقا لتميمة

أو حلقة أو ودعة أو ناب

لرجاء نفع أو لدفع بلية

الله ينفعني ويدفع ما بي

والابتداع وكل أمر محدث

في الدين ينكره أولو الألباب

أرجو باني لا أقاربه ولا

أرضاه دينا وهو غير صواب

وأمر آيات الصفات كما أتت

بخلاف كل مؤول مرتاب

والاستواء فإن حسبي قدوة

فيه مقال السادة الأقطاب

|

Page 30

كالشافعي ومالك وأبي حنيفة وابن حنبل التقي الأواب

وكلام ربي لا أقول : ( عبارة

كمقال ذي التاويل في دا الباب

بل إنه عين الكلام أتى به

جبريل ينسخ حكم كل كتاب

هذا الذي جاء الصحيح بنصه

وهو اعتقاد الآل والأصحاب

Page 31

وبعصرنا من جاء معتقدا به

صاحوا عليه : ( مجسم وهابي )

|

جاء الحديث بغربة الإسلام فليبك المحب لغربة الأحباب

هذا زمان من أراد نجاته

لا يعتمد إلا حضور كتاب

خير له من صاحب متجهم

ذي بدعة يمشي كمشي غراب

مهما تلا القرآن قال : ( عبارة

أي أنه كمترجم لخطاب

Page 32

وإذا تلا آي الصفات يخوض في

تأويلها خوضا بغير حساب

|

فالله يحمينا ويحفظ ديننا

من شر كل معاند سباب

ويؤيد الدين الحنيف بعصبة

متمسكين بسنة وكتاب

لا يأخذون برأيهم وقياسهم

ولهم إلى الوحيين خير مآب

لا يشربون من المكدر إنما

لهم من الصافي ألذ شراب

قد أخبر المختار عنهم أنهم

غرباء بين الأهل والأصحاب

في معزل عنهم وعن شطحاتهم

وعن الغلو وعن بناء قباب

|

Page 33

سلكوا طريق السابقين على الهدى

ومشوا على منهاجهم بصواب

من أجل ذا أهل الغلو تنافروا

عنهم فقلنا : ليس ذا بعجاب

نفر الذين دعاهم خير الورى

إذ لقبوه بساحر كذاب

مع علمهم بأمانة وديانة

وصيانة فيه وصدق جواب

Page 34

صلى عليه الله ما هب الصبا

وعلى جميع الآل والأصحاب

|

تخميس القصيدة

قل للذي اتخذ التجهم مركبا

ورضاه دينا وارتضاه مذهبا

ولمذهب الأبرار صار مكذبا

إن كان تابع أحمدا متوهبا

فأنا المقر بأنني وهابي

لا ذنب لي فيما رآه المبتلي

إلا اعتماد الواحد الفرد العلي

والأخذ بالقرآن والنص الجلي

أنفي الشريك عن الإله فليس لي

رب سوى المتفرد الوهاب

|

Page 35

فهو المرجى في الشدائد والبلا

وهو المؤمل إذ يعم الابتلا

مالي سوى رب السموات العلى

لا قبة ترجى ولا وثن ولا

قبر له سبب من الأسباب

فالإلتجاء لواحد أحد فلا

ملك يلاد به ولا من أرسلا

أو صالحا نال التقرب والولا

كلا ولا حجر ولا شجر ولا |

عين ولا نصب من الأنصاب

وطلاسم قد أعجمت كعزيمة

والعقد في خيط ولو لبهيمة

|

Page 36

و الجامعات بكاغد ورقيمة

( أيضا ولست معلقا لتميمة |

أو حلقة أو ودعة أو ناب

أي ضرس وحش علقوه بنية

في جيد مولود لهم وصبية

حرز له من عين أو جنية

( لرجاء نفع أو لدفع بلية | الله ينفعني ويدفع ما بي

وزيادة في الدين من متشبث

بعبادة معلولة متعبث

|

Page 37

لم يستند فيها بقول محدث

والابتداع وكل أمر محدث

في الدين ينكره أولو الألباب

إن يفعلوه يقولوا عمن أرسلا

أو يعملوه يروا عليه معولا

أو يألفوه يجاهروا بين الملا

أرجو بأني لا أقاربه ولا

أرضاه دينا وهو غير صواب

واقول للباري صفات أثبتت

وأعوذ من جهمية عنها عتت

وتأولت بعقولها وتعنتت

وامر آيات الصفات كما أتت

بخلاف كل مؤول مرتاب

|

Page 38

لم أتخذ لي غير هذا أسوة

حيث اقتبست من الأئمة جذوة

وجعلتها عند التمسك عروة

والاستواء فإن حسبي قدوة

فيه مقال السادة الأقطاب

الآخذين من الكتاب المستنير

الطالبين لوجه ذي الفضل الغنى

الضاربين بصارم لا ينثني

الشافعي ومالك وأبو حنيفة |

وابن حنبل التقي الأواب

أنا لا أجادل مرة أو تارة

كمن ابتغى علم الكتاب تجارة

واعتاض بالدر النفيس حجارة

كلا وربي لا أقول : ' عبارة '

كمقال ذي التأويل في ذا الباب

|

Page 39

لا خوض لي في آية المتشابه

وأقول مهما مر : آمنا به

ما قلت : ( ترجمة ) أتى في بابه

بل إنه عين الكلام أتى به

جبريل ينسخ حكم كل كتاب

فالجهم قال برأيه وبخرصه

إذ خالف الأتر الصحيح بغصه

والختم زينته برونق فصه

هذا الذي جاء الصحيح بنصه

وهو اعتقاد الآل والأصحاب

|

Page 40

ذا منهج السلف الذي يرجى به

نيل النجاة لمن أتى من بابه

هدي النبي ومقتفى أصحابه

وبعصرنا من جاء معتقدا به

صاحوا عليه : ' مجسم وهابي '

ماذا رأوا فيهم من الأمر الخلل

ما شاهدوا منهم على ضرب المثل

إلا اتباع المصطفى فيما نقل

جاء الحديث بغربة الإسلام فليبك |

المحب لغربة الأحباب

وينوح من أسف على ما فاته

فيما مضى وليغتنم أوقاته

|

Page 41

من قبل أن تدنو إليه وفاته

هذا زمان من أراد نجاته

لا يعتمد إلا حضور كتاب

متدبرا أحكامه بتفهم

من غير تبديل وغير توهم

لو كان في ديجور ليل مبهم

خير له من صاحب متجهم

ذي بدعة يمشي كمشي غراب

فكأنه لص يدبر غارة

فيقوم حينا ثم يقعد تارة

جعل الإله بمقلتيه غبارة

مهما تلا القرآن قال : ' عبارة '

أي أنه كمترجم لخطاب

|

Page 42

فعسى الإله يجود باللطف الخفي

ويعيدنا بجنابه البر الوفي

من شر جهمي عنيد مختفي

وإذا تلا آي الصفات يخوض في

تأويلها خوضا بغير حساب

نقموا على من قال : إن دليلنا

في محكم التنزيل وهو سبيلنا

ما ذاك إلا قصدهم تشتيتنا

فالله يحمينا ويحفظ ديننا

من شر كل معاند سباب

ويخص أهل الحق منه برتبة

مقرونة بسعادة وبقربة

ويزيل عنهم ما لقوا من كربة

ويؤيد الدين الحنيف بعصبة

متمسكين بسنة وكتاب

|

Page 43

هاب العدو منهم لشدة بأسهم

وشعار دين الله خير لباسهم

دانوا به مذ حل في أنفاسهم

لا يأخذون برأيهم وقياسهم

ولهم إلى الوحيين خير مآب

أخذوا بما قد جاء من وحي السما

ونفوا أقاويل الغواية والعما

وتبرأوا ممن طغى وتجهما

لا يشربون من المكدر إنما

لهم من الصافي ألذ شراب

كل له فن وهم ذا فنهم

متمسكين بدينهم فكانهم

|

Page 44

قبضوا على جمر الغضا لكنهم

قد أخبر المختار عنهم أنهم

غرباء بين الأهل والأصحاب

يتدارسون العلم في غدواتهم

والذكر والقرآن في روحاتهم

لا يألفون الخلق في عاداتهم

في معزل عنهم وعن شطحاتهم

وعن الغلو وعن بناء قباب

الذكر دينهم على طول المدى

ومجالس التدريس تشرق بالهدى

ذكرا وتوحيدا وفقها يقتدى

سلكوا طريق السابقين إلى الهدى

ومشوا على منهاجهم بصواب

|

Page 45

لهم دوي النحل إن يتوافروا

إن خيموا في أرضهم أو سافروا

لا يخفرون ذمام قوم خافروا

من أجل ذا أهل الغلو تنافروا

عنهم فقلنا : ليس ذا بعجاب

لا تعجبوا منهم ومما قد جرى

من كان لا يدري فليس كمن درى

ذي سلعة قل الذي منها شرا

نفر الذين دعاهم خير الورى

إذ لقبوه بساحر كذاب

|

Page 46

قد كان يدعى فيهم بأمانة

ومقال صدق واجتناب خيانة

فتنقصوه بجنة وكهانة

مع علمهم بأمانة وديانة

فيه ومكرمة وصدق جواب

علم الهدى ذاك النبي المجتبى

أسرى به الباري إلى سبع الطبا

ق مكرما ومبجلا ومهذبا

صلى عليه الله ما هب الصبا

وعلى جميع الآل والأصحاب

| صفحة فارغة | |

Page 47

' التضمين '

قال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي الحسيني المغربي ( المتوفي سنة | 1407 ه ) - رحمه الله - : |

نسبوا إلى الوهاب خير عباده

يا حبذا نسبي إلى الوهاب

الله أنطقهم بحق واضح

وهم أهالي فرية وكذاب

أكرم بها من فرقة سلفية

سلكت محجة سنة وكتاب

Page 49