358

============================================================

القانون الكلا والعشب الكثير وكانت بنها أجادب أمسكت الماء فتفع الله بها الناس فشرئوا وسقوا وزرهوا وأصابت ونها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسيك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه الخ).

وحاصل التقسيم أن الناس أربعة: وذلك أن من سمع الهدى، إسا أن ينفعه الله ويننع به، واما أن ينفعه ولا ينفع به ، وإما أن ينفع به ولا ينفعه، واما ألا ينفعه ولا ينقع 203 به فأما الأول: فهو العالم العامل المعلم للخير، وهو خير ( الناس، ومثاله الأرض الطيية تشرب المياه الفزار فتنبت الأزهار والثمار. وأما الثاني: فالعالم العامل غير المعلم ولا مقتدى به، ولابد أن يكون ذلك لعذر، من مرض أو حبس، أو اثقباض عن الخلق لموجب، أو نحو ذلك مما يبيح الخروج عمن يريد الانتفاع، وإلا كان عاصيا بتضييع حقوق الناس، فلا يكون عاملا، ومثال هذا الأرض السبخة، تشرب الماء2 ولا تمسك ولا تثبت.

وأما الثالث: فهو الذي انتفع الناس بعلمه، ولم يعمل به هو، وإنما صار صحيقة أو صندوقا، ولا مثال لهذا في باب الإنبات، لأن إنبات الأرض للكلام ملزوم لشربها الماء عادة، ولكن في الانتفاع بالشرب، مثاله الصخرة التي تمسك الماء في بطنها، فالناس ينتفعون بما أمسكت ولا تنتفع، ومن أخذ العلم ولم ينتفع به، فكأن لم يأخذه. وأما الرابع: فهو الذي لم يتعلم ولم يعلم، ومثاله الصخرة التي لا تمسك ماء، فلا شاربة هي ولا تشرب.

الرابعة. في ذكر التفقه في الدين، في صحيح البخاري عن حميد بن عيد الرحمن قال: سمعت معاوية خطيبا يقول: سمعت رسول الله (يقول3. (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وانما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الائة قائمة على أمر الله نا يضرهم 1- أخرحه البخاري في كتاب العلم، باب: فضل من علم وعلم.

2- ورد في ح: المياه.

3- سقطت من كل النسخ، والزيادة منا لأن السياقة يقتضيها.

Page 460