============================================================
القانسون الفصل السادس عشر: في آداب المدارس في حق المتعلم والعالم لأنها مسكنهما غالبا ولا سيما المتعلم وفي ذلك أمور: الأول، أنه لا ينبغي أن يسكنها، إلا بعد مراعاة ثلاثآة اشياء: أحدها، استقامة الأمر فيها، بوجود بيت وتيسير الرزق وسائر المنافع. ثانيها، أن يكون المال الذي بنيت به ، وما أجريت به منافعها طيبا1، فإن مراعاة المسكن لازم، كالماكل والمشرب، ولانه قد ياكل من أوقافها، فلابد من معرفة ذلك، وينبغي تجنب مباني الملوك إن امكن، فإن تعذر نظر في ذلك، فالمعلوم بالعدل والاستقامة لا بأس به، وقليل ما هم.
ثالثها، أن يكون المدرس فيها أهلا لأن يؤخذ عنه العلم، وإن كان فيها مفيدا كان أهلا أيضا، وتقدمت آداب العالم في محالها، وآداب المعيد من ذلك النمط وهذا إنما هو في المدارس التي تجعل للتعليم، وفيها مجالسها، فإن كائت لمجرد السكنى، كمدارس بلادنا، فإنما يعتبر الأمران الأولان، ومن سكن التقط العلم من حيث وجده.
(آداب وشروط ساكن المدرسة لطلب العلم) الثاني: أن يتعرف أحكام المدرسة، وكلما شرطه الواقف، ليقوم بذلك، فيسكن أو يترك، وإن أمكنه التنزه عن معلومها فهو أسلم، والا فليعرف أوصاف من جعل ذلك له، ليعرف أنه ممن يستحق ذلك أو لا، فإن حصرها الواقف على قوم مخصوصين، أو چنس من الناس كالعرب أو العجم، أو كالفقهاء او النحاة، أو كالشيوخ أو الكهول، لم يكن لغيره أن يسكن، فإن فعل كان متعديا ظالما، ولابد أن يعلم أن حكمة خبناء ك2 المدرسة، 194 ووقف الأوقاف عليها، الإعانة على تحصيل العلم، أي إعانة ( العالم على نشر ما عنده من 1- ورد في ج: حلالا.
2- سقطت من ج
Page 445