325

============================================================

القانون 42 والملك هلك وليس يحظى به سوى صسبر الوجال وكان بعض السلف إذا مل يقول: "هاتوا من أشعاركم، فإن الأذن مجاجة، والنفس حمضة، فافيضوا مما يخف عليناه2.

وقال الشاعر: أقد طبك المكدود بالجد راحة ة تقده وهلله بشيء من المزح ولكن إذا أعطيته المزح فليكن بمقدار ما يعطى الطعام من الملح وقال علي كرم الله وجهه: "اجمعوا هذه القلوب، وابتثوا لها طرائق الحكمة، فإنها تمل كما تمل الأبدان".

وقال ابو العتاهية: الا التثقل من حال إلى حال لا يصلح النفس ان كانت مدبرة لا تلعبن بك الدنيا وأنت ترى ما شئت من عبر فيها وأمثال وطباع الناس3 وقوتهم مختلفة في هذا، فرب إنسان محتاج إلى تجميم النفس، 103 واراحتها اكثر ( من غيره، فليعمل كل على طبعه وقوته.

وقد كنت أيام الصبا في مجلس شيخنا أبي بكر التطافي رحمه الله، فلما اشتد الحر أرادوا أن يريحوا انفسهم شيئا ما، فقلت لهم نشتغل، ولا باس علينا من الحر، وكائت في إذ ذاك قوة الشباب، وصلابة البادية، فقال لي الشيخ المذكور: "نحكي لك حكاية في مثل هذا، تريك الفرق بيننا ويينك، وهي آن بعض أمراء مصر، ذكر له بعض الأطباء عن عشبة 1- من قصيدة في الديوان حرف اللام. قالها على سبيل النصيحة محيبا لأبى القاسم ين عبد العزيز التهالي السوسي، وقد التمس منه ذلك.

3- ينسب للزهري حسب ما جاء في جامع بيان العلم وفضله1: 104.

3- ورد في ج: النفس .

Page 427