293

============================================================

القانون ثم إذا كمل إدراكه، فليعتن بالمهمات، وهي العلوم الشرعية، وما يستعان حبهها 164 عليها، على ما مر من ( تفصيلها، ويلم بالبواقي الماما، ولا ينبغي ان أعطي قوة الإدراك، أن يتجنب شيئا من العلوم حتى يعاديه، فان الناس أعداء ما جهلوا، وليعلم أن العلوم داخل بعضها في بعض، وليس أحد يكمل في شيء على ما ينبغي، وهو جاهل بالبواقي، ولاسيما العلوم الشرعية وهي المقصودة، ولا يهمل مشاورة شيخه في شيء من الأمور، والاستضاء بمصباحه.

الرابع: ينبغي له أن يلزم جميع مچالس شيخه، ولا يعل من صحبته كما مرفي وصية علي كرم الله وجهه "أنه كالنخلة ينتظر كل حين ما يسقط منها"، ثم إن كانت له الكفاية فيما عنده، فالأولى أن يقتصر عليه ويتشيع له، فبذلك يستعطف قلبه عليه ويستدر دعاءه، وإلا فليلتقط بالتلطف والأرب، من فير إيحاش ولا تغيير، ويعرف لكل ذي حق حقه، وللأكثر اكثر، وللأول فضله، وليعتن اكثر بما يجد فيه النفع اكثر، فإن الأرزاق قسم، والعبارات كما قال في الحكم "قوت لعاثآلة المستعين"2، وليس لك منها إلا ما قسم لك، فكما يقال في حق المريض، الراحة على يد فلان، يقال في حق المتعلم، الفتح على يد فلان.

الخامس: ينيغي له إذا اتى المجلس، أن يسلم تسليما على جميع الحاضرين، ويخص الشيخ بمزيد تحية واكرام، كما مر في وصية علي كرم الله وجهه، وليجلس حيث انتهى به المجلس، ولا يتخطى رقاب الحاضرين، إلا ان يكون له مجلس معلوم مغ الشيخ، أو يدعوه الشيخ، أو يعلم أنه يؤثر ذلك، أو الحاضرون لمصلحة قيه، من مزيد بحث مع الشيخ، أو افضلية من علم أو صلاح أو سن، والأولى لمثله أن لا يتاخر ما أمكنه، حتى يحتاج الى تخطي الرقاب، وينبغي لخصوص أهل الدرس، أن يجلسوا بين يدي الشيخ، 1- سقطت من ج ورد في دوح: المستمعين.

Page 395