281

============================================================

القانون الثالث: أن ينقاد إليه في أموره كلها، ولا يخرج عن رأيه وطاعته، بل يكون معه كالميت بين بدني الغاسل، أو كالمريض بين يدي الطبيب، فيخدمه ولا يمل من خدمته، ويحمد الله تعالى عليها، ويتبع اشارته فيما يأمره به، قال الشيخ أبو حامد الشزالي لا: اومهما أشار عليه شيخه بطريق في التعليم فليقلده وليدع رأيه، فخطا مرشده أنفع له من صوابه في نفسه"، وقد ثبه الله تعالى على ذلك في قصة موسى والخضر، عليهما السلام بمقوله: إنك لن تستطيع معي صرا1 الآية. هذا مع علو قدر موسى الكليم في الرسالة 156 والعلم، حتى ( شرط عليه السكوت فقال: فلا تسألني عن شيء حتى أخرث لك ونهآ كرا.

الرابع: أن يعرف له حقه، ويشكر صنيعه، والمنة التي أجراها الله حتعالى 3 على يده، ويعتقد أنه أبوه بالولادة الروحانية، وهي أفضل من الطبيعية، فلا يزال مثنيا عليه، ومستغفرا له، وداعيا له، ومسدلا اليه غاية ما يمكنه من الإحسان مالا وخدمة، كما قيل: أفادتكم النعمساء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجيا وساعيا له في مكافأته بكل وجه يمكن، وفي الحديث (من أسدى إليكم معزوفا فكافئوه)4، وكل ما يفعله في حضوره يفعله في غيبته وبعد موته، فينصره ويغضب له، ويجاوب عنه من يذكره بسوء، وان عجز قام عن المجلس، وكذا يعامل أولاده ومواليه، وأقاربه وأحباءه، وسائر من له نسبة، وهذا شان الصحبة والمحبة على الإطلاق.

كما قيل: 1- الكهف:75-7-68.

2- الكهف:70.

3 سقطت من ج 4 - أخرجه أبو داود في كتاب الزكاة ، باب عطية من سأل با لله. بلفظ: امن صنع" بدل "أسدى".

Page 383