186

============================================================

القانون وليس للأمثال والحكم واضع معين، وانما ينطق الله تعالى بها من شاء من عباده، فمنها ما عبر به على لسان حال الجمادات والعجماوات كما مر، ومنها ما تكلم به الناس في الوقائع والوصايا، وصدر كثير منها عن حكماء العرب، وحكامهم ورؤسائهم وأهل الثبل منهم، كاكتم بن صيفي1، وقس بن ساعدة، وعامر العدواني وأوس بن حارثة، وسيف بن ذي يزن2، وهند بنت الخس وغيرهم.

وقد اشتهر لقمان بذلك وذكره الله تعالى في كتابه3 وناهيك بذلك شرفا للحكمة، ونبينا ل قد أوتي من ذلك ما لم يوته بشر، فله الأمثال التي ابتكرها كقوله: (حوي الوطيس* وقوله (لا يتناطح فيهما عنزان) وغير ذلك. واما الحكمة فبحر لا يدرك غوره ولا ينزف غمره، كيف وهو ينبوع الحكمة وسراج الهدى، ومدينة العلم، وامام المتقين، وقدوة العارفين لل، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وهذان العلمان (لا يختصان بالعرب، فإنهما راجعان إلى معنى الكلام، لا الى لفظ مخصوص، والعقلاء في ذلك كلهم سواء. نعم هم متفاوتون في الفطنة والذكاء. وبقي من علوم العرب أنواع منها: 1- هر اكتم بن صيفي التميمي، حكيم وخطيب، أدرك الرسول، ولم يسلم، وقيل فيه: إنه أحد المعمرين الذين شارفوا المائتين عمرا، (ت: 9 ه). اشتقاق ابن دريد: 69.

2- هو سيف بن ذي يزن آو معدي كرب بن سيف بن ذى پزن، ملك اليمن من قبل كسرى بعد قضائه على ملوك الحبشة، وكان ملكه حمس عشرة سنة. الكامل في التاريخ/1: 289.

3- مصداقا لقوله تعالى: ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشتكر لله ومن يشكر قإئما يشكر لنفسه ومن كفر قإد الله فني حميد} لقمان: 12 .

9 الحديث بطول أحرحه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين.

ك- لم أقف على هذه القولة.

Page 288