============================================================
8 القانسون فهذا ضابط لا ينخرم، وحاصله أن لا ياكل إلا بعد الجوع الصادق، ويرفع قيل الشبع، لتتغلب الطبيعة على الطعام، ويعرف الجوع الصادق، بأن لا يختار طعاما على طعام، وأن لا ينتظر للخبز مثلا إداما، ولا تماطل الشهوة إذا صدقت.
وأما وقته فقيل أقله اكلة بين اليوم والليلة، واكثره اكلتان، واوسطه ثلاث أكلات في يومين، وقيل فير ذلك. ولا ينضبط أمر الناس بذلك. وهندي أن الضابط المذكور في الكيفية يكفي عن هذا، وانما يحتاج الى هذا من يطلب مزيد جوع، من أهل الرياضة من الصوفية لصلاح القلوب.
وأما الترتيب، اذا اجتمعت أطعمة مختلفة، فيقدم الغليظ على الرقيق، والكثيف على اللطيف1. وقيل العكس، ويقدم الرطب واللين على الجاف والممسك، ويجعل في زمن البرد سخينا بالحس، وفي زمن الحر باردا، ولا يطال2 زمن الأكل لثلا يرد المتاخر، وقد شرع الهضم في الأول، فيقع في البردة3 المنهي عنها قيل وكثرة الألوان محير للطبيعة، مفسد للهضم، لقلة مراعاة4 حسن الترتيب.
وأما الماء، فكالطعام تعتبر له الكمية والكيفية، والوقت والترتيب أما الكمية، فأن يشرب حثى يروى، وهو القدر الذي تطلبه الطبيعة للطبخ، فإن جاء عطش بأثره، فليدافعه حتى يملم أنه صادق. وأما الكيفية، فتعلم من العلم بمحمود الماء ومذمومه، وهو مذكور في الفن لا تطيل به.
ا- ورد في ح: الرقيق.
2- ورد في ج: يطيل.
3- واحدة البرد، التحمة وقيل إنها سميت بذلك، لأنها تبرد المعدة فلا تستمرى الطعام ولا تتضحه.
8- ورد في ج: مراعات.
Page 256