كيف أمكن هؤلاء الهنود أن يفترضوا ثورة في السماء من دون أن يروا مثيلا لها على الأرض؟ يمكن بصعوبة تصور قفزة كتلك من الطبيعة الإنسانية إلى الطبيعة الإلهية. عادة ما يذهب المرء من المعلوم إلى غير المعلوم.
لا يتخيل المرء حرب عمالقة حتى يشهد بعض الناس أكثر قوة من الآخرين يتجبرون على رفاقهم. لابد وأن البراهمة الأوائل مروا بنزاعات عنيفة أو على الأقل قد رأوها في السماء.
إنها ظاهرة مدهشة جدا أن يخترع مجتمع من البشر الذين لم يشنوا حربا قط أنواعا من الحروب في فضاءات متخيلة، أو في كون بعيد عن كوننا، أو فيما يطلق عليه السماء أو الجنة. لكن يجب أن نلحظ بعناية أنه في ثورة الكائنات السماوية ضد سيدها، لم تهب أي عواصف، ولم يسل أي دم سماوي، ولم تقذف جبال من قمتها، ولم تقطع الملائكة إلى نصفين كما في قصيدة ملتون السامية الخيالية.
وفقا للشاستا ، هي فقط عصيان رسمي لأوامر «الأعلى»، مؤامرة يعاقب الله عليها الملائكة المتمردين بإرسالهم إلى مكان ظليل شاسع يسمى «الأوندرا» خلال فترة مونونثور كامل. والمونونثور هو أربعمائة وستة وعشرون مليون عام من أعوامنا، لكن الله رأف بالمذنبين وعفا عنهم بعد خمسة آلاف عام، وكانت الأوندرا مطهرا وحسب.
وجعل «المرد» منهم رجالا، وأحلهم عالمنا، بشرط ألا يأكلوا الحيوانات، وألا يتزاوجوا مع الذكور من أنواعهم الجديدة، وإلا أعيدوا إلى الأوندرا.
هذه هي بنود الإيمان البراهمي الأساسية التي استمرت بلا انقطاع منذ أزمان سحيقة حتى يومنا. يبدو غريبا لنا أن تعد فيها خطيئة أكل دجاجة مهلكة بقدر ممارسة اللواط.
هذا مجرد جزء صغير من نشأة الكون القديم عند البراهمة. تثبت شعائرهم ومعابدهم أن كل شيء كان مجازيا بينهم؛ ولا يزالون يمثلون الفضيلة برمز امرأة لديها عشر أذرع تقاتل عشر خطايا مميتة تمثلها الوحوش. لم يعجز مبشرونا عن اعتبار صورة فضيلة هذه شيطانية، وأن يؤكدوا لنا أن الشيطان يعبد في الهند. لم نكن أبدا وسط هؤلاء الناس إلا لنغني أنفسنا ونفتري عليهم.
نسينا بالفعل شيئا ضروريا للغاية في هذه المقالة الصغيرة بشأن البراهمة، وهو أن كتبهم المقدسة مليئة بالمتناقضات. لكن الناس لا يعرفون عنها شيئا، ولدى العلماء الحلول جاهزة، والمعاني الاستعارية، والمجازات، والرموز وتصريحات بريما وبراهما وفيستنو الواضحة التي يجب أن تسد أفواه كل من يجادل.
الشخصية
من الكلمة اليونانية التي معناها «انطباع» أو «نقش».
Unknown page