187

Qamus Voltaire Falsafi

قاموس فولتير الفلسفي

Genres

لماذا لم يكن هناك نزاع ديني قط في العصور القديمة؟ ولماذا لم يكن هناك قط أناس مميزون باسم طائفة؟ لم يطلق على المصريين الإيزيسيين أو الأوزوريسيين؛ ولم تحظ شعوب سورية باسم السيبليانيين. كانت لدى الكيريتانيين عبادة خاصة لجوبيتر ولم يطلق عليهم قط اسم الجوبيتريين. كان اللاتينيون القدماء أيضا مرتبطين بقوة بزحل، ولكن لم توجد قط قرية في لاتينوم (إيطاليا القديمة) تسمى الزحلية، بل على العكس، بعد أن اتخذ تلاميذ إله الحقيقة لقب معلمهم، وسموا أنفسهم «الممسوحين» مثله، أعلنوا في أسرع وقت ممكن حربا أبدية على كل البشر غير الممسوحين، ثم شنوا حربا فيما بينهم طوال 14 قرنا، متخذين أسماء: الأريوسيين، والمانويين، والدوناتيين، والهوسيين، والمعمدانيين، واللوثريين، والكالفينيين. ومؤخرا، لم يكن لدى الجانسنيين والمولينيين خزي أشد من أنهم لم يكونوا قادرين على أن يذبحوا بعضهم بعضا في معركة دموية. من أين أتى كل ذلك؟

لماذا العدد الكبير من الناس الأبرياء المجتهدين الذين يحرثون الأرض كل يوم من أيام السنة، التي ربما تأكل أنت من ثمارها، يزدرى بهم، ويذمون، ويقمعون، ويسرقون؟ ولماذا الرجل عديم الفائدة الشرير جدا غالبا، الذي يعيش فقط بفضل عملهم، وهو غني فقط من خلال فقرهم، هو على العكس محل احترام وتكريم واعتبار؟

لماذا، مع أن ثمار الأرض ضرورية لبقاء البشر والحيوانات، يرى المرء مع ذلك أنه في كثير من الأعوام وكثير جدا من البلاد يوجد افتقار كامل لهذه الثمار.

لماذا يغطى نصف أفريقيا وأمريكا بالسموم؟

لماذا لا توجد أرض لا تكون فيها الحشرات أكثر كثيرا من البشر؟

لماذا يشكل إفراز ضارب إلى البياض كريه الرائحة كائنا ذا عظام ورغبات وأفكار قاسية؟ ولماذا تضطهد تلك المخلوقات بعضها البعض طوال الوقت؟

لماذا يبقى شر كثير، مع العلم أننا نرى أن كل شيء خلقه إله يتفق جميع موحديه على تسميته «الطيب»؟

لماذا، ما دمنا نشكو بلا توقف من أمراضنا، نمضي كل وقتنا في زيادتها.

لماذا، ونحن بائسون للغاية، تخيلنا أن عدم الوجود شر كبير، بينما هو واضح أنه لم يكن شرا ألا نوجد، قبل أن نولد؟

لماذا وكيف يكون لدى المرء أحلام أثناء النوم إن لم تكن للمرء نفس؟ وكيف يتأتى أن هذه الأحلام هي دوما مفككة للغاية، ومتطرفة للغاية إن كان لدى المرء نفس؟

Unknown page