الفضيلة
(1) القسم الأول
يقال إن ماركوس بروتوس قبل أن يقتل نفسه صاح بتلك الكلمات: «أيتها الفضيلة! ظننتك شيئا مهما، لكنك محض سراب خاو!»
كنت على حق يا بروتوس إن كنت اعتبرت الفضيلة أن تكون على رأس طغمة، وأن تقتل ولي نعمتك. لكن لو أنك اعتبرت أن الفضيلة تتألف فقط من فعل الخير لهؤلاء الذين يعتمدون عليك، لما سميتها سرابا، ولما قتلت نفسك من فرط اليأس.
يقول حثالة علم اللاهوت هذا: أنا فاضل جدا لأن لدي الفضائل الأساسية الأربع، والثلاث المقدسة. يسأله رجل أمين: «ما الفضائل الأساسية؟» فيجيب الآخر : «القوة، والحكمة، والزهد، والعدل.»
الرجل الأمين : «إن كنت عادلا فقد قلت كل شيء، فقوتك وحكمتك وزهدك صفات مفيدة. إن كانت لديك تلك الصفات، فذلك أفضل كثيرا لك، ولكن إن كنت عادلا فهذا أفضل كثيرا للآخرين. لكن لا يكفي أن تكون عادلا، فعليك أن تفعل الخير؛ هذا ما هو أساسي حقا. أما فضائلك المقدسة فأيها؟
الحثالة : «الإيمان، والأمل، والإحسان.»
الرجل الأمين : «هل الإيمان فضيلة؟ إما أن يبدو لك ما تؤمن به حقيقيا، وفي هذه الحالة فما من قيمة للإيمان؛ وإما أنه يبدو لك زائفا، وحينئذ سيكون من المستحيل عليك أن تؤمن.
الأمل لا يمكن أن يكون فضيلة إلا إذا اعتبرنا الخوف كذلك. يخاف المرء ويأمل طبقا لما يتلقاه من وعد أو وعيد. أما عن الإحسان، أفهو ما فهمه اليونانيون والرومانيون عن الإنسانية، وحب الجار؟ هذا الحب لا يساوي شيئا إن لم يكن فعالا؛ ولذا ففعل الخير هو الفضيلة الحقيقية الوحيدة.»
الحثالة :
Unknown page