177

Qamus Voltaire Falsafi

قاموس فولتير الفلسفي

Genres

قال الهندي بعد توضيح ما نقصده بالشرف له إن الشرف ضروري بقدر أكبر في الجمهورية، وإن المرء بحاجة إلى مزيد من الفضيلة في الدول الملكية، وعلل ذلك بقوله: «لأن الإنسان الذي يطالب بأن ينتخبه الناس لن ينتخب إن كان فاقدا للشرف؛ بينما يمكنه في البلاط أن يكتسب مكانة طبقا لرغبة الأمير العظيم، فمن أجل أن ينجح في أن يصبح أحد رجال الحاشية ينبغي ألا يكون لديه شرف أو شخصية. أما عن الفضيلة، فيجب على المرء أن يكون فاضلا بقدر هائل حتى يجرؤ على قول الحقيقة. وأكثر ما يكون الرجل الفاضل على راحته في الجمهورية؛ فليس لديه من يداهنه.»

قال الرجل القادم من أوروبا: «هل تعتقد أن القوانين والأديان صنعت للمناخات، تماما كما يرتدي المرء الفرو في موسكو، والملابس الرقيقة في دلهي؟»

أجاب البراهمي: «بلا شك. كل القوانين التي تخص الأشياء المادية تسن طبقا لخط الطول الذي يعيش فيه المرء. يحتاج الألماني زوجة واحدة فقط، والفارسي في حاجة لثلاث زوجات أو أربع.

شعائر الدين من الطبيعة نفسها. كيف يمكنني، لو كنت مسيحيا، أن أقيم قداسا في بلدي حيث لا يوجد خبز ولا خمر؟ أما عن العقائد، فهذه مسألة أخرى، فلا علاقة للمناخ بها. ألم تبدأ ديانتك في آسيا، ومنها طردت؟ ألا توجد تلك الديانة بالقرب من بحر البلطيق؛ حيث لم تكن معروفة؟»

سأل المستشار: «في أي دولة وتحت أي نوع من الحكم تفضل أن تعيش؟»

أجاب رفيقه: «أي مكان، ولكن حيث أعيش بالمعنى الحقيقي للكلمة. التقيت كثيرا من السياميين والتونكينيين والفارسيين والترك، الذين قالوا مثل ذلك.»

ألح الأوروبي: «لكن، مرة أخرى، أي دولة ستختار؟»

أجاب البراهمي: «الدولة التي يطاع فيها القانون وحده.»

قال المستشار: «تلك إجابة قديمة.»

قال البراهمي: «لا يعيبها ذلك.»

Unknown page