فإن ضرب [62/ أ]ا في جفن عينه، فإنه يريد هتك ديته، فإن بلع أشفار جفنه ، فإنه يريد منه بدعة .
فإن ضرب على جمجمته، فإنه يبلغ في التعبير نهايته وينال الضارب مناه.
فإن ضرب على شحمة أذنه وشقها وخرج منها دم، فإن الضارب يفتض ابنة المضروب؛ فانسب كل عضو إلى جوهره.
والضرب هو الدعاء. فمن رأى أنه يضرب حمارا هو راكبه، فإنه رجل لا يطعم إلا بعد أن يدعو الله تعالى ويسأله.
فإن رأى أنه ضرب رجلا ، فإنه يدعو عليه. فإن ضربه وهو مكتوف، فهو كلام سوء ويثنى(2) عليه بما لا يمكنه رده.
وقال أرطاميدورس: إذا رأى الانسان كأنه يضرب بعض من تحت يده، فإن ذلك دليل خير، إلا أن يكون المضروب امرأة الرجل؛ وذلك أنه إذا رأى كأنه يضرب امرأته، دلت الرؤيا على أن المرأة تزني فأما الآخرون، فإن الضرب يكون سبب منفعة الضارب لهم.
فأما إن رأى كأنه يضرب من ليس تحت يده، فإن ذلك دليل رديء، ويدل على خسران يعرض له، لأن السنة تمنع أن يضرب الانسان من ليس تحت يده.
فأما إن رأى كأنه هو المضروب، فإن ذلك دليل خير إذا لم يكن الضارب له بعض الملائكة أو بعض الموتى أو بعض من تحت يده، بل يكون الذي يضربه غيرهم. والأفضل أبدا أن يرى الانسان كأنه يضرب بعصا أو باليد.
فأما الضرب بالسير فإنه دليل رديء وذلك لأنه من جلد، فكذلك الضرب بقصبة بسبب صرير القصبة وجلبتها.
Page 425