407

وبقدر ما أصاب من التراب، إذا كان يابسا؛ فإن كان نديا، فإنه يمكر بإنسان بمال لا ينال منه إلا تعبا؛ والتعب على مقدار رطوبة التراب.

وأما الحلف؛ فمن رأى أنه حلف لرجل أو حلف له؛ فإن الرجل يدليه بغرور ويخدعه، لقوله تعالى : (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور2؛ ولقوله تعالى : (فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون)؛ وكذلك [60/ أ] لو حلف له رجل فإنه يدليه بغرور.

فإن رأى أنه حلف صادقا، فإنه يظفر ويقول قولا حقا، لقول الله عز وجل : (وإنه لقسم لو تعلمون عظيم)، ويجري على يده أمر فيه رضى الله تعالى .

واليمين بالطلاق غرم وهم من جهة السلطان، فإن رأى أنه حلف كاذبا، فإنه يخذل ويصيب إثما عظيما وندامة لقوله تعالى : (ولا تطع كل حلاف مهين)، ويصيبه ذل وإدبار ويصغر ويهون في أعين الناس، لقول النبي صلى الله عليه وسلم، : إن اليمين الغموس تدع الديار بلاقع، يعني اليمين الكاذبة.

فإن حلف على المجاز أو حلف له فإنه مكر وخديعة.

وأما الحطب فى الأرض، فهو نميمة لقوله تعالى: (وامرأته حمالة الحطب)، يعني النميمة. وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «المكثار كحاطب

Page 411