عنها فظهرت أو بقى عليها، فإنه ينهتك من ستره وستر ما ينسب إليه بمقدار ذلك.
فإن رأى عورته مكشوفة قبيحة فإنه يفتضح. فإن رأى أنه متجرد مستحى منه فإنه يقع في خطيئة ويظفر عليه عدوه، ويشمت به؛ وذلك أن آدم عليه السلام حين تعرى في الجنة وانكشفت عورته استحيى منها فغطاها بيده، فشمت به إبليس اللعين . وكل شيء يكون قبيحا في اليقظة فهو قبيح في النوم.
فإن كان متجردا مشتغلا بعمل دين أو دنيا، فإنه يؤخذ بالعمل، لأن العمل أقوى في الأصول، وتكون شدة تجرده في ذلك العمل تدل على قدر تجلده فيه ويظفر بحاجته، إلا أن له أعداء كثيرين .
فإن رأى أنه عريان متجرد من ثوبه، فإن له أعداء في الموضع الذي رأى فيه رؤياه، وهو يخاصمهم، ويغلبهم. فإن لم تكن عورته مكشوفة فإنه لا يخاصمهم ولا يقوى بهم. فإن رأى أن عورته بيده أو بشىء، فإنه ينقاد لهم ويهرب منهم. فإن رأى أنه مؤتزر بمئزر دل على الدين، وبلوغه في العبادة والصلاح مبلغا بقدر تجرده وشدة طلبه. فإن كان يدل ذلك الأمر على الشر، فإنه يتجرد في طلب شر ويناله بقدر ما يبلغ منه. والتجرد، تجلد الرجل في عمله. فإن رأى أنه تعرى من قبل ولم يعمل شيئا غيره، فإنه لا يصلى ولا يعمل خيرا.
فإن رأى أنه قد عري، فإنه يقع في محنة وأمر قد لزمه شاء أم أبى، ويمنع من معاشه، لأنه إذا كان عريان لا يتبلد [وهو](3) في حال غربة أو لا يكون له عمل، فإن ذلك هتك ستره وفضيحته. فإن [كان] في ذلك المتجرد ولا يعرف له ذنب ولا معصية، وكان الموضع الذي تجرد فيه مثل السوق أو المسجد، أو فى وسط ملأ من الناس، ورأى بعينه عورته مكشوفة ينظر الناس إليها، فإنه ينال فضيحة وينهتك ستره ويشمت أعداؤه به.
Page 243