قاعدة
تتضمّن ذكر مَلاَبِس النَّبِيّ ﷺ وَسِلاَحه ودَوَابّه
القَرْمَانِيَّة
جَوَابُ فُتيَا فِي لِبْس النَّبي ﷺ
تأليف
شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية
المتوفى سنة ٧٢٨ هـ رحمه الله تعالى
تحقيق وتعليق
أبي محمد أشرف بن عبد المقصود
أضواء السلف
1 / 3
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة التحقيق
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل الله ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد: فهذا سفر جديد ومؤلف نفيس ينشر لأول مرة، للعلامة القرآني والمجاهد الرباني، شيخ الإسلام والمسلمين أبي العباس أحمد بن تيمية ﵀، نقدمه للمسلمين في وقت قل فيه الاهتداء بهديه ﷺ والتخلق بأخلاقه والاقتباس من نوره، ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: ٢١] .
فما أحوجنا في هذه الأيام إلى معرفة سيرته ﷺ العطرة في جميع شئون الحياة من طعام وشراب ولباس وغير ذلك مما يهم المسلم.
والحديث عن رسول الله ﷺ من أمتع الأحاديث لا سيما إن كان من عارف بخبايا السنة النبوية كابن تيمية.
والذي يقرأ هذه الفتيا الجميلة يستطيع القول بأن شيخ الإسلام ابن
1 / 5
تيمية لو أتيح له أن يصنف كتابا في سيرته ﷺ لكان تصنيفا بديعا فريدا من أجمع وأصح ما ألف في السيرة النبوية.
ولعل هذا ما جعل العلامة ابن القيم يلخص جل كلماتها في بداية كتابه العظيم (زاد المعاد) ويزيد عليها، ويسير بعد ذلك على منوال الطريقة التي انتهجها شيخه في الكلام على سيرته وهديه ﷺ.
وهذه القاعد اللطيفة في ذكر ملابس النبي ﷺ وسلاحه ودوابه مع وجازتها جمعت الكثير من أصول المسائل الفقهية التي يحتاج إليها في باب اللباس والأطعمة الذي ضاع بين الإفراط والتفريط.
وقد قال النبي ﷺ: "كلوا واشربوا وتصدقوا في غير مخيلة ولا سرف فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عباده " (١) .
وأما تحقيق نسبة الكتاب للمؤلف:
فقد كتب في حياة المصنف ﵀؛ فالذي يقرأ صفحة العنوان للمخطوطة يتأكد من ذلك حيث كتب الناسخ ما يلي: "جواب فتيا في لبس النبي ﷺ للشيخ الإمام العالم العامل تقي الدين أبي العباس أحمد ابن تيمية الحراني أمتع الله المسلمين ببقائه".
_________
(١) الحديث بهذا اللفظ: رواه أحمد (٢/١٨٢) والحاكم (٤/١٥٠) من حديث عبد الله بن عمرو بإسناد حسن.
1 / 6
* وقد ذكر هذه القاعدة تلميذه العلامة ابن عبد الهادي ﵀ بعنوان: "قاعد تتضمن ذكر ملابس النبي ﷺ وسلاحه ودوابه وهي القرمانية (١) " (٢) .
وقد جمعت بين هذه التسمية وما جاء بعنوان المخطوط.
* كما أن من يطالعها يجد فيها طريقة ونفس شيخ الإسلام، وكذا تلخيص تلميذه ابن القيم يؤكد لنا ذلك. وقد صرح بنقله لبعض عبارات عند ذكر (المنطقة) فقال: "وقال شيخ الإسلام: لم يبلغنا أن النبي ﷺ شد على وسطه منطقة" (٣) .
وصف النسخة:
فقد اعتمدت على نسخة وحيدة، تقع ضمن (مجموع) يضم عدة مصنفات، وهو مقتنيات (مكتبة شهيد علي) الملحقة بـ (السليمانية) بتركيا وهي تحت رقم (٢٧٤٢) .
_________
(١) العقود الدرية ص (٤٩) .
(٢) ولعل تسميتها بالقرمانية نسبة إلى بلد السائل (قرمان) بفتح أوله ثم السكون، اسم موضع كما قال ابن دردير. راجع (معجم البلدان) (٤/٣٣٠) ومعجم ما استعجم (٣/١٠٦٦) وهذا هو الحال في معظم تسميات مصنفات شيخ الاسلام الأخرى مثل (الواسطية) نسبة لواسط و(الحموية) نسبة لحماه و(التدمرية) نسبة لتدمر، وغير ذلك.
(٣) زاد المعاد (١/١٣١) وراجع: فقرة رقم (١٢٩) .
1 / 7
وتقع هذه النسخة في ١٢ ورقة، من هذا المجموع تمثل الورقات من (٥٣و) إلى (٦٤ظ) وكل صفحة بها ١٥ سطرا. وهي مكتوبة بخط نسخ جميل ومشكول، وقليلة الأخطاء وبآخرها ما يفيد أنها قوبلت، ولا يعرف ناسخها.
وأما عملنا في التحقيق:
* فقد اتخذت هذه النسخة أصلا.
* كما قمت بضبط فقرات الكتاب كلها، ونسقت عباراتها ورقمت فقراتها برقم مسلسل ووضعت لها عناوين جانبية.
* كما قمت بعزو الآيات ووضع العزو بجوار الآيات، وخرجت الأحاديث والآثار وبينت مرتبتها من حيث القبول والرد.
* كما وضعت بعض التعليقات المهمة وأكثرها من كلام شيخ الإسلام من كتبه الأخرى، وبعض المصادر من كتب الفقه.
* كما صنعت له فهارس للآيات والأحاديث والآثار والموضوعات.
والله تعالى أسأل أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه، وأن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى إنه سميع مجيب.
الإسماعيلية في ١١محرم ١٤٢٢هـ
أبو محمد أشرف بن عبد المقصود
غفر الله له
1 / 8