135

Qacida Cazima Fi Farq

قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق

Investigator

سليمان بن صالح الغصن

Publisher

دار العاصمة

Edition Number

الثانية ١٤١٨هـ / ١٩٩٧م

Publisher Location

الرياض

Genres

وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ [اللَّهِ] (١) وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾ [النساء: ١٧١-١٧٣] . وفي الصحيحين /٦٥ب/ عن النبي ﷺ أنه قال: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» وقال أيضًا: «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ [كَانَ قَبْلَكُمْ] (٢) الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ» . وقد نهى ﷾ عن الغلو، في سورة النساء، والمائدة، وقد أخبر في الحديث الصحيح أنه سيكون في أمته من يشبه اليهود والنصارى، وقال: «لَتَأْخُذَنَّ أُمَّتِي مَآخِذَ الْأُمَمِ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَارِسَ وَالرُّومَ؟ قَالَ: «وَمَنْ النَّاسُ إِلَّا هَؤُلَاءِ؟» . وقال أيضًا: «لَتَسْلُكُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ؟» . وكلا الحديثين في الصحيحين. فالغلاة في هذه الأمة يشبهون النصارى، كالغلاة في بعض أهل البيت، ومن يدعي أنه من أهل البيت، كالإسماعيلية، وكالغلاة في بعض المشايخ، فهؤلاء، وهؤلاء، فيهم شبه بالنصارى، يجعلون قول الحق والعدل الذي دلّ عليه الكتاب والسنة فيمن يغلون فيه: سبًّا، وشتمًا،

(١) سقطت من الأصل. (٢) لم تظهر في حاشية الأصل، وأضافها المحقق.

1 / 148