ولعلَّ هذه الشبهة دخلت على أصحابها من كون الاضطجاع في كتابهم المقدس يأتي في كثير من الأحيان بمعنى فعل فاحشة الزنا.
فنجد في سفر التكوين الحديث التالي عن بنتي النبي لوط ﵇: (فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة، وجاءت الكبرى فضاجعت أباها ولم يعلم بنيامها ولا قيامها. فلما كان الغد، قالت الكبرى للصغرى: هاءنذا قد ضاجعت أمسِ أبي، فلنسقه خمرًا هذه الليلة أيضًا، وتعالي أنت فضاجعيه لنقيم من أبينا نسلًا. فسقتا أباهما خمرًا في تلك الليلة أيضًا، وقامت الصغرى فضاجعته ولم يعلم بنيامها ولا قيامها) (١).
ونجد في قصة داوود ﵇ وغدره بقائد جيشه أوريّا الحثي: (وعزَّى داودُ بَتْشَابَعَ امرأَتَهُ ودخل عليها وضاجعها، فولدت ابنًا فدعته سليمان. وأحبه الرب) (٢). ولعل كاتب هذا النصِّ يرى من تمام التعزية فعلَ الفاحشة!
وعن شكيم الحُوِيَّ يقول الكتاب المقدس: (فرآها شكيمُ بن حمور الحُوِيَّ، رئيس البلد، فأخذها وضاجعها واغتصبها) (٣).
وعن رأوبين يقول الكتاب المقدس: (وحدث إذ كان إسرائيلُ ساكنًا في تلك الأرضِ، أنَّ رأوبينَ ذهب فضاجع بَلْهة، سريَّةَ أبيه) (٤).
وفي العهد القديم: (وأيُّ رجلٍ ضاجع زوجة عمِّه، فقد كشف عورة عمِّه: إنهما يحملان وزرهما، فليموتا عقيمين) (٥).
والأمثلة على هذا في الكتاب المقدس كثيرة.
الأمر الخامس: وأمّا حديث المنصرين عن طوافه ﷺ على نسائه بغسل واحد، فهو تحميل للنص ما لا يحتمل من المعاني.
(١) التكوين ١٩: ٣٣ - ٣٥.
(٢) صموئيل الثاني ١٢: ٢٤.
(٣) التكوين ٣٤: ٢.
(٤) التكوين ٣٥: ٢٢.
(٥) اللاويين ٢٠: ٢٠.