264

Al-tanṣīr ʿabr al-khadamāt al-tafāʿuliyya li-shabakat al-maʿlūmāt al-ʿālamiyya

التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية

الأصنام، وكانت نساؤه يبخرن ويذبحن للأوثان (١).
وهذا غيضٌ من فيض مما في هذا الكتاب من نسبة الرذائل إلى خير خلقه، وهم الرسل المبرؤون من كل القبائح المنسوبة إليهم كذبًا وظلمًا، عليهم الصلاة والسلام.
والذي يؤمن بكل هذا لا يستغرب منه نقل هذه التهم إلى النبي ﷺ، ولكن يساءل كيف بقيت مكانة أولائك النبيين مع كل ما نسب إليهم، ثم يضر النبي ﷺ نسبة شيء منها إليه؟
إنّ في هذا كيلًا بمكيالين، وتفريقًا في النظر إلى الشيء الواحد، وتنكبًا سبيل العدل والإنصاف.
والمسلم يؤمن بكل رسل الله، ويجلهم ويوقرهم، وينزه ربه جل وعلا أن يختار لحمل رسالاته الزّناةَ والقتلة والكذابين.
المسألة الثانية: الرد المفصل، ويقال فيه ما يلي (٢):
الأمر الأول: الطعن في تعدد زوجاته ﷺ يجاب عنه بما يلي:
أولًا: لم يكن هذا الأمر مختصًا به ﷺ من بين سائر إخوانه النبيين، فلقد بيَّن لنا كتابُ النصارى الذي يقدسون ويعظمون ويصدقون أخباره، أنّ كثيرًا من أنبياء وقضاة بني إسرائيل لم يكتفوا بزوجة واحدة.
جاء في دائرة المعارف الكتابيّة: «ولكنْ لا توجد وصية صريحة في العهد القديم تنهى عن ذلك -أي عن تعدد الزّوجات-، إذ يبدو أنّ الله قد ترك للإنسان أنْ يكتشف بخبرته أنّ نظام الزّوجة الواحدة هو النظام السليم.
فتعدد الزوجات يجلب المتاعب، وكثيرًا ما يؤدي إلى ارتكاب الخطيّة، كما حدث مع

(١) المرجع السّابق ٤/ ١٢١٤ - ١٢٥٠.
(٢) الرّدّ هنا على المسائل حسب ترتيب ورودها في مطلب الشّبهات.

1 / 264