216

Principles of Da'wah and Its Methods 2 - University of Madinah

أصول الدعوة وطرقها ٢ - جامعة المدينة

Publisher

جامعة المدينة العالمية

Genres

وقال العلامة ابن القيم: "الإلَّه هو الَّذي تألهه القلوب، محبةً وإجلالًا وإنابةً، وإكرامًا وتعظيمًا، وذلًا وخضوعًا، وخوفًا ورجاءً وتوكُّلًا". فتوحيد الألوهيَّة، يقوم على نفي الألوهيَّة، عن كلِّ ما سوى الله -تعالى- كائنًا من كان، ويقوم على إثبات الألوهيَّة لله وحده، دون كلِّ ما سواه. يقول الإمام ابن تيمية ﵀: وهذا التَّوحيد هو الفارق بين الموحِّدين والمشركين، وعليه يقع الجزاء والثَّواب، في الأولى والآخرة، فمن لم يأتِ به كان من المشركين. وتوحيد الألوهيَّة، هو الَّذي بعث الله به الأنبياء والمرسلين، وتنزَّلت به الكتب، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء:٢٦]. وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النَّحل:٢٦]. وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ﴾ [المؤمنون:٢٣]. ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ﴾ [هود:٥٠]. وهكذا، كانت دعواتُ جميع الأنبياء والمرسلين، من لدن آدم إلى محمد ﷺ تقوم على توحيد الألوهيَّة، الَّذي يستوجب ما يلي: ١ - وجوب إخلاص العبادة والمحبة لله، فلا يتَّخذٌ العبد ندًَّا لله في العبادة والحبِّ، قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ

1 / 240