277

Subul al-salām min Ṣaḥīḥ Sīrat Khayr al-Anām ʿalayhi al-ṣalāt waʾl-salām

سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

Publisher

مكتبة الغرباء

Edition

الثانية

Publication Year

١٤٢٨ هـ

Publisher Location

الدار الأثرية

Genres

حَكِيمٌ (٧١)﴾ [التوبة: ٧١]. قال تعالى: إخبارًا عن نوح ﵇: ﴿وَأَنْصَحُ لَكُمْ﴾ وعن هود ﵇: ﴿وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾. فالنصيحة من صفات الرسل والمؤمنين.
وقال ﷺ: "الدين النصيحة" ثلاث مرات. قيل لمن يا رسول الله؟ قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم" (١).
وعن جرير بن عبد الله ﵁ قال: بايعت رسول الله- ﷺ على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة والنصح لكم مسلم (٢).
عباد الله! ومن الأمثلة على التناصح:
آخى النبي ﷺ بين سلمان وأبي الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة أي لابسة ثياب المهنة، تاركة ثياب الزينة فقال: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبوالدرداء ليس له حاجة في الدنيا -أي: في النساء- وفي رواية: "يصوم النهار ويصلي الليل" فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا -أي لسلمان- فقال له: كل فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، فلما كان الليل ذهب أبوالدرداء يقوم، فقال له -أي سلمان- نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال له: نم فلما كان آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا جميعًا فقال له سلمان: إن لربك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتي النبي- ﷺ فذكر ذلك له فقال له النبي ﷺ: "صدق سلمان" (٣).
ثانيًا: النصرة والدفاع والإعانة على قضاء الحاجات، قال ﷺ: "انصر

(١) رواه مسلم (رقم ٥٥).
(٢) متفق عليه، رواه البخاري (رقم ٥٧)، ومسلم (رقم ٥٦).
(٣) رواه البخاري (رقم ١٩٦٨).

1 / 268