174

Origins of the Twelver Imami Shiite Sect - Presentation and Critique -

أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد -

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٤ هـ

Genres

طاعة رجل ولا رجل له، لأنه (غائب في سردابه) فلا دين له.." (١) . فقد انحصر الدين عندهم بولاية رجل هو علي، وأصبح ما يدل عليه من الطاعة لله ورسوله واتباع المعروف والانتهاء عن المنكر.. خارجًا عن معنى الدين حسب رواياتهم. ولفظ الأمة - ومعناه معروف - وقد ورد هذا اللفظ (٤٩) مرة في كتاب الله، والشيعة تفسره بالأئمة أو بالشيعة. قال في مرآة الأنوار: "إن الله يستفاد من رواياتنا على اختلاف ألفاظها تأويل الأمة فيما يناسب بالأئمة ﵉ وبأهل الحق والشيعة المحقة وإن قلوا ... " (٢) . ثم ساق طائفة من رواياتهم في هذا التأويل نقلها من مجموعة من كتبهم المعتمدة، وإذا كانت الأمة بمعنى الأئمة فهذا يعني أن القرآن نزل للأئمة فقط، وأن الأمة غير مخاطبة بالقرآن ولا مكلفة به. وليس ذلك فحسب بل إن الجمادات تفسر بالأئمة. فالبئر - ومعناه واضح - ولكن الشيعة تفسره في القرآن "بعلي-﵁، وبولايته، وبالإمام الصامت - يعنون القرآن - والإمام الغائب، وبفاطمة وولدها المعطلين من الملك (٣)، وبذلك يفسرون قوله تعالى: ﴿فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ﴾ (٤) . وقد جاء في تفسير البرهان خمس روايات لهم في هذا المعنى (٥) . والبحر - وقد ورد في كتاب الله في أكثر من ثلاثة وثلاثين موضعًا بالمعنى المعروف -، ولكن الشيعة تفسر البحر والبحار بالإمام والأئمة وأعدائهم. وقد أورد

(١) الملل والنحل: ١/١٤٧ (٢) مرآة الأنوار: ص ٨١ (٣) بحار الأنوار: ٣٦/١٠٤-١٠٥، مرآة الأنوار: ٩٤، وانظر: تفسير القمي: ٢/٨٥، البرهان: ٣/٩٦-٩٧، أصول الكافي: ١/٤٢٧، معاني الأخبار: ص ١١١ (٤) الحج، آية: ٤٥ (٥) البرهان: ٣/٩٦-٩٧

1 / 181