Orientalists and Missionaries in the Arab and Islamic World
المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي
Publisher
دار الوعي العربي
Genres
قدامك. وأتراءف على من أتراءف، وأرحم من أرحم، وقال: لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش، وقال الرب: هو ذا عندي مكان، فتقف على الصخرة، ويكون متى أجتاز مجدي أني أضعك في نقرة من الصخرة، وأسترك بيدي حتى أجتاز، ثم أرفع يدي فتنظر ورائي، وأما وجهي فلا يرى) . (سفر الخروج ٣٣: ١٨ - ٣٢) .
والقرآن الكريم براء من هذا الهراء، فإن قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ ينفي عن الله ﷿ المادية والكيفية والكمية والنوعية، وهذا لأنه واجب الوجود لذاته، وما سواه ممكن الوجود في ذاته.
ويتحدث المبشر عن تزكية القرآن الكريم بمودة النصارى في قوله تعالى: ﴿وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾ . وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ . (البقرة ٦٢) .
وفي هاتين الآيتين تذكير للمسلم بمساواة النصراني بالمسلم من حيث الوحدانية ومن حيث تمتعه برضوان الله.
ويسترسل المبشر في قوله، فيقول: أن الله كلف الرسول الكريم باستفتاء أهل الكتاب فيما استعصى عليه بقوله تعالى: ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ) ... زهنا يتغاضى عن ذكر بقية الآية، وهيهات للمسلم أن يتداركها. وهي: (لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾ .
ويؤكد المبشر صدق التوراة والإنجيل بقوله: ﴿وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ
1 / 63