Orientalists and Missionaries in the Arab and Islamic World
المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي
Publisher
دار الوعي العربي
Genres
الكريم قد بسط عقيدة الوحدانية تبسيطًا يفهمه العالم والأمي، وهذا لا ريب من سنن الله في عدالته، إن الله ليس كالبشر يأخذ الناس بجرائرهم جريًا على القول المأثور في القوانين الوضعية "إن الجهل بالقانون لا يعفي صاحبه من التعرض للعقوبة أو مسئولية قيامه بأي عمل مخالف للقانون"، لا، بل الله بعدله يبين القوانين ليتفهمها الإنسان، وبمقدار إدراك الإنسان وعلمه تكون مسئوليته أمام الله.
وفي هذا يفخر المسلم بعقيدة الوحدانية السليمة التي تتلخص في قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ . هذه هي الوحدانية في الذات والصفات والأفعال، ومعناها أن ذاته ليست مركبة، وليس لغيره ذات تشبه ذاته، وأنه ليس له صفتان من جنس واحد كقدرتين وعلمين، وليس لغيره صفة كصفته، وأن الأفعال كلها خيرها وشرها، اختيارها واضطرارها مخلوقة لله وحده بلا شريك ولا معين. والآيات القرآنية التي تدل على وحدانية الله كثيرة في مختلف السور منها: (فاطر ٥، البقرة ١٦٣، الأنبياء ٢٢، الصافات ٩٦) . وغيرها كثير.
أما الوحدانية في المسيحية - كما تمخض عنها مجمع نيقية في القرن الرابع الميلادي - فتعتمد على ما جاء في إنجيل متى الباب الثامن والعشرين والعدد التاسع عشر: (فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس) . والمدقق في النصوص الكتابية يرى إضافة هي (إله واحد آمين) ويشار إليها في الحاشية بأن هذه الإضافة لم توجد أصلًا في النسخ الأصلية القديمة، بل وجدت في الترجمات. ويجمل بنا أن نستطلع رأي
1 / 18