Ārāʾ Ibn ʿAjība al-ʿaqdiyya ʿarḍan wa-naqdan
آراء ابن عجيبة العقدية عرضا ونقدا
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م
Genres
ومن السُّنَّة:
قول النبي ﷺ: «ليَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِى أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ...» (^١).
وجاء في شرح هذا الحديث بأنَّ المقصودَ من استحلال (الحِر) استحلالُ الحرام من الفروج، فهذا بالحاء والراء المهملتين، واستحلال (الحرير): استحلالُ النهي عنه، وقد ورد النهي في كتاب الله تعالى عن هذا بقوله تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (^٢)، والمعازف بالزاي المعجمة: آلات اللهو (^٣).
وقال ابن تيمية: "وبالجملة فعلى المؤمن أن يعلم أنَّ النبي ﷺ لم يترك شيئًا يقرِّب إلى الجنَّة إلَّا وقد حدَّث به ولا شيئًا يبعد عن النار إلا وقد حدَّث به، وإنَّ هذا السماع لو كان مصلحة لشرعه الله ﷿ ورسوله ﷺ فإنَّ الله يقول: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (^٤)، وإذا وجد فيه منفعة لقلبه ولم يجد شاهد ذلك لا من الكتاب ولا من السُّنَّة لم يلتفت إليه" (^٥).
وقال ابن القيم: "ومن مكايد عدو الله ومصايده التي كاد بها من قلَّ نصيبه من العلم والعقل والدين وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين: سماع المكاء والتصدية
(^١) أخرجه البخاري، كتاب الأشربة، باب ما جاء فيمن يستحلُّ الخمر ويسميه بغير اسمه ٦/ ٢٤٣، رقم ٥٥٩٠.
(^٢) سورة النور: ٦٣.
(^٣) ينظر: التوضيح لشرح الجامع الصحيح ٢٧/ ١٢٦.
(^٤) سورة المائدة: ٣.
(^٥) مجموع الفتاوى ١١/ ٥٨٧، ٥٩٥.
1 / 163