127

Al-Balāgha al-ʿUmariyya

البلاغة العمرية

Publisher

مبرة الآل والأصحاب

Edition

الأولى

Publication Year

٢٠١٤ م

Genres

[٢٠٥] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ ﵁
في الولاة على الأمصار
«إِنِّي لَمْ أَبْعَثْكُمْ جَبَابِرَةً، وَلَكِنْ بَعَثْتُكُمْ أَئِمَّةً، فَلا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ، وَلا تَحْمَدُوهُمْ فَتَفْتِنُوهُمْ، وَلا تَمْنَعُوهُمْ فَتَظْلِمُوهُمْ. وَأَدِرُّوا لَقْحَةَ الْمُسْلِمِينَ» (١).
[٢٠٦] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ ﵁
لأبي موسى الأشعري ﵁ -
«يَا أَبَا مُوسَى، هَلْ يَسُرُّكَ إِسْلاَمُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَهِجْرَتُنَا مَعَهُ، وَجِهَادُنَا مَعَهُ، وَعَمَلُنَا كُلُّهُ مَعَهُ، بَرَدَ لَنَا (٢)، وَأَنَّ كُلَّ عَمَلٍ عَمِلْنَاهُ بَعْدَهُ نَجَوْنَا مِنْهُ، كَفَافًا رَاسًا بِرَاسٍ؟»، فَقَالَ أَبو موسى: لاَ وَالله، قَدْ جَاهَدْنَا بَعْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَصَلَّيْنَا، وَصُمْنَا، وَعَمِلْنَا خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَسْلَمَ عَلَى أَيْدِينَا بَشَرٌ كَثِيرٌ، وَإِنَّا لَنَرْجُو ذَلِكَ، فَقَالَ عمر: «لَكِنِّي أَنَا، وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ بَرَدَ لَنَا، وَأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ عَمِلْنَاهُ بَعْدُ نَجَوْنَا مِنْهُ كَفَافًا (٣) رَاسًا بِرَاسٍ» (٤).

(١) رواه أبو يوسف في الخراج: ص١٢٨.
(٢) يُقال: (برد هذا الأمر): إذا ثبت ودام، والمراد: ليته ثبت لنا ثوابه ودام وخَلص. (جامع الأصول لابن الأثير - (٩٤٧٨».
(٣) الكَفاف: ما لا فضل فيه ولا تقصير، وأصله: المساواة لما جعل بازائه، ولذلك قال: «رأسًا برأس» أي: لا له ولا عليه. (جامع الأصول لابن الأثير - (٩٤٧٨».
(٤) رواه البخاري في صحيحه (٣٩١٥) والبيهقي في السنن الكبرى (١٣٠٣٩) وابن عساكر في تاريخ دمشق: ٣٢/ ٦١.

1 / 133