Oedipus And Theseus
أوديب وثيسيوس: من أبطال الأساطير اليونانية
Genres
شرعا بيضا مكان شرعها السود، كما كان قد تم الاتفاق بيننا على ذلك إذا عدت منتصرا من هذه المغامرة الخطرة.
وليس الإنسان قادرا على أن يفكر في كل شيء؛ وفي الحق أني سألت نفسي - وقلما أسألها - لا أستطيع أن أؤكد أني تركت ذلك عن نسيان؛ فقد كان إيجيه كما قلت يقوم عقبة بيني وبين الحب، ولا سيما بعد أن استكشفت له ميديه
4
وسيلة ترده إلى الشباب حين رأته ورأى نفسه هرما يسرع إليه الفناء، فكان يصدني بأهوائه عن أهوائي، على حين أن طبيعة الأشياء تقتضي أن يتناوب الناس حظوظهم في هذه الحياة. ومهما يكن من شيء فقد علمت حين دخلت أتينا أنه لم يكد يرى الشرع السود حتى قذف بنفسه إلى البحر.
ومن الحقائق أني أديت إلى الناس خدمات جليلة؛ فقد طهرت الأرض من كثير من الطغاة وقطاع الطرق والوحوش، وجبت طرقا خطرة لم يكن المغامرون يحاولون سلوكها إلا خائفين، وصفيت السماء حتى أصبح الناس أقل إحناء للرءوس وأقل خوفا من المفاجآت ...
ويجب الاعتراف أن مظهر الريف في ذلك الوقت لم يكن يشعر بأمن أو طمأنينة؛ فقد كانت تمتد بين القرى المتنائية مسافات من القفر تقطعها طرق مخوفة. وكانت هناك غابات كثاف وثنيات ضيفة بين الجبال. وكان أرصاد من قطاع الطرق قد استقروا في الأماكن المريبة، وجعلوا يقتلون المسافرين وينهبون ما كانوا يحملون، ولم يكونوا يخضعون لرقابة شرطة أو حراس.
وكان قطع الطريق يضاف إلى السطو والسرقة العنيفة، وإلى اعتداء الحيوان المفترس، وإلى هذه القوى المنكرة لعناصر الطبيعة الماكرة، بحيث لم يكن الناس يتبينون حين يرون مغامرا أصابه مكروه: أكان ضحية لمكر الآلهة أم كان ضحية لعدوان الناس؟ كما أنهم لم يكونوا يعلمون أكان هذا الوحش أو ذاك كأبي الهول الذي قهره أوديب والجورجوني
5
التي قتلها بلليروفون
6
Unknown page