============================================================
الوظائف، وبقي كلما نظر إلى حمزة ينظره نظر المبغض ، وحمزة يعلم ذلك 86 و وخشي عاقبته ، فشرع / / في العمل عليه وتتبع آثاره إلى أن طلع له على بعض الأشياء ، وأنه أخذ من جماعة كثيرة في دمشق البرطيل على قضاء الأشغال، ومباشرة المناصب، ويكتب الكتب عن نايب الشام والمراسيم بما يختاره من غير علم نايب الشام، وآن من جملة ذلك ان يكشف عن سيرة أحد القضاة من ولاة الحكم، وشيء مما يتعلق بأمر القدس ونابلس وغزة، وأنه أخذ من القاضي بغلة مثمنة ونصبة قماش وماية دينار، ورتب جماعة من دمشق يذكروا عنه أشياء كثيرة ، وكتبوا فيه القصص. فلما بلغ ذلك نايب الشام ، طلبه إليه ، وقال : " انت تعرف إيش قلت للسلطان عنك ، وعملك كاتب السر في مصر، وما حسنت تشي، واستعفيت من خدمة السلطان، وأخذتك عندي أن تكون رجل جيد، ولا تقطع مصانعة احد، وبلغني انك تكتب عني كتب ما ارسم لك بها ، وقول لي الحق كيف اخذت من القاضي البغلة والقماش ، واصدقني" . فعرفه أن البغلة اشتراها منه بمبلغ، واوصله إياه ، وانه لم يصل إليه شيء غير البغلة . فما 86ظ هو إلا ان سمع بالبغلة واقامه قيام منكر ، وقصد الاخراق // به وإهانته، فرده الله تعالى عنه ، وكتب إلى السلطان يعرفه امره ، ويطلب موقع (1) يكون عنده ، واقتضى رأى السلطان في عرض الموقعين، وتخير منهم جمال الدين بن الأثير (2) ، ويكون صحبته رضي الدين بن الموصلي (2) ، وأوصاه (1) الموقع هو الذي يكتب المكاتبات والولايات في ديوان الانشاء، وكان يعرف باسم كايب الدرج.
القلقشندي 5: 464 - 465؛ ابن شاهين الظاهري : 100؛ حسن حبشي ورفاقه، آبو المباس القلقشدي: 95 -96.
(2) عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن الأثير الشافعي ، الرييس جمال الدين باشر كتابة السر بالشام بعد شرف الدين محمد بن الشهاب محمود سنة 735/ 1334 ، واستمر بها إلى سنة 764/ 1393 ، ثم انقطع في بيته . توفي بالقاهرة في 22 جمادى الآخرة سنة 6/778 تشرين الثاني 1376، وله أربع وسبعين سنة ابن حبيب، درة 3: 243 - 244؛ أبو زرعة: 9ظ - 10و؛ المقريزي 1/3: 287؛ ابن اياس 2/1: 197؛ ابن العماد 6: 257.
(3) ويشير المقريزي (693:3/2) إلى ان الرجل قد ولي نظر نيابة حلب ثم صرف عنها في شوالنة 29
Page 256