============================================================
الاخر بجملتهم ؟ قال : "لا يا أمير،. فأخذ نايب الشام يريض أخلاقه إلى أن عرفه أنه كل سنة يقدم له شيء ويخدم بيته وعمارته، وقال: " والله يا خوند، عام الأول سير قدم لي هذه الحياصة"، وكان لنايب الشام قصد في ذلك، فإنه بلغه الذي قاله النشو للسلطان : "إن ابن هلال الدولة قدم لنايب الشام حياصة باربعين الف درهم، فاختار أن يريها له تكذيب لما ذكروه، فنظر السلطان إليه، وقسال: " سمعت بها، هي هذه؟" قال: "نعم،. ثم عرفه انه كان آنعم عليه بجارية وهي 83ظ زوجته، وصار له منها ولد، (/ وأحسن الشفاعة في أمره إلى أن أنعم السلطان بالإفراج عنه، ونزل إلى بيته، وفرحت الناس به، وكان النشو يوم الإفراج عنه قد حضر(1) وبلغه ما اتفق، فسكت، وعلم أن تنكز ما بقي السلطان له رجعة في امر شفاعته، فسكت إلى باكر النهار، وعند دخوله للسلطان قال له : "يا شرف الدين، نايب الشام شفع في ابن هلال الدولة واستجبت منه وخلصناه فاجابه على الفور: "والله يا خوند ، وحياة راس السلطان، أكثر اهل المدينة باتوا البارح بلا عشاء قال : "بسبب إيش؟، قال: " لما نزل ابن هلال الدولة إلى بيته حجبه الخلق، ولم يبق تاجر ولا بياع ولا صاحب وظيفة إلا حمل له حمولة، وطلبت الناس الشواء والخبز والنقانق، فلم يجد أحد شيء، وكذلك لم يبق مغنية حتى راحت إلى بيته، وربا لما دخل بيته بسطوا له شقق في الدهليز، وأقام الخيال بايت على بابه والمغاني "(2). فلما سمع ذلك حرج حرج عظيم، ودخلت الأمراء الخدمة، فطلب نايب الشام، وقال: "يا أمير، تدري إيش فعل ابن هلال الدولة ؟ " واعاد عليه جميع ما قاله النشو من تعظيم أمره، وعلم نايب الشام ان هذه من النشو، فقال نايب ( 84 والشام : ويا خوند، ومن هو ابن هلال حتى تبسط له شقق، السلطان لا يسمع هذا، كله كلام من يحسده، والسلطان يعلم أن هذا الرجل له (1) وكان قد سافر الى الاسكندرية راجع: المخعلوط: 82ظ .
(2) وقد اكدت عبارة المقريزي (4/4. 383) ما ورد هنا، وهي كما يلي: "واغرى به السلطان" .
Page 252