============================================================
صاحبنا"، فركبت، وسألت عن الحال وكيفيته، فعرفني: " آنه حضر اليه وعرفه أنه اجتمع بناصر الدين بن جنكلي، وذكر ما قساله له، ثم 16 و اجتمع بي وذكر ما قاله لي، ثم قص عليه القول في المنام // والإنابة ويستجعل منه في حل، وأنه فارقه وطلع الى بيته بأعلى الظاهرية، وجلس ساعة فوجد في نفسه تخلي ومغص، فقام نزل الى المنصورية(1)، واجتمع بشمس الدين الأكفاني(2)، وعرفه فأعرض له، فوصف له شيء يسهله واعطاه شرابا، وخرج من عنده وطلع الى بيته، واستند ساعة، ونام إلى القبلة وانتقل إلى رحمة الله تعالى، وبلغ الناس أمره فاجتمعت الأمراء والجند والقضياة وغيرهم، وكان له مشهد عظيم ويوم مشهود، وكلنا يتذاكر قوله وسعيه في ذلك اليوم، وكان من جملة قوله ذلك اليوم : "قرب موتي، فانني وصلت إلى ثلاث وستين سنية من عمري، والدي كان كذلك، وتوفي في سن الثلاث وستين سنة، وجدي كذلك، وما بقي إلا الموت" - تغمد الله برحمته -. وولي بعده علاي الدين مغلطاي(3) بعناية القاضي جلال الدين، وكان هذا الرجل مملوكا، واشتغل بالحديث، وصحب القاضي جلال الدين وقرأ عليه: (1) المقصود: المدرسة المنصورية التي انشاه الملك المنصور قلاوود سنة 1284/683 داخل باب المارستان الكير المنصوري بخط بين القصرين بالقاهرة، ورتب بها دروسا أربعة لقضاة المذاهب الأربعة ودرسا للطب، وتعرف اليوم بجامع قلاوون وبجامع البيمارستان.
ابن عبد الظاهر، تشريف: *5 - 7ه؛ المقريزي، الخطط 2: 39- 380؛ مبارك2: 89.
(2) حمد بن الاكفاني، رئيس الأطباء، شمس الدين توقي يوم الاربعاء 23 شوال 114/749 كانون الثاني 1349 .
المقريزي، السلوك 3/2: 797؛ ابن اياس 9/1 : 523.
(3) مغلطاي بن قليج بن عبد الله الكجري الحنقي، الشيخ علاء الدين، ابو عبد الله. توني الثلاثاء 24 شعبان 28/762 تموز 1361 . ول مصتفات منها: "شرح البخاري تحو 10 مجلدا و "إكمال تهذيب الكمال في 13 مجلدا.
ان حبيب، درة 4: 9 وما بمدها، القريرى 1/3. 71؛ ابن حجر4: 352- 354؛ العيني 26: 133؛ ابن قطلوبغا، تاج التراجم في طبقات الحتفية: 57.
224
Page 224