207

Nuzhat Nazir

Genres

============================================================

وشرع يتحدث معه في شيء يختاره، قال له: "يا مولانا السلطان، والله ه و الذي ( عملته مع العرب أفسدت أحوالهم، وعترت المسلمين معهم، وأضعفت جيشك متى كان مهتا وأولاده يعرفوا يلبسوا نساءهم الحرير والزركش، والعنابر والذهب والفضة ؟ والله لقد رأينا شيء ما رأيناه في أيام الظاهر [ بيبرس) ولا غيره من الملوك، ولا كانت العرب تعرفه ولا اا روا من السعادة ما رأوه في أيامك، وكبرت تفوسهم وحمقتهم، ولو ردت أن تغير هذا الحال عنهم ما قدرت، وأنا والله رجل قد كبر سني والموت بين عيني، ووالله وجب على نصحك، قوي جيش المسلمين، فإن أمراء الشام(1) ضعفاء الحال، فلا ترجع لكلام العرب وقوة وجوههم في الطلب ويبقى اللوم عليك" وأخذ يعظه من هذا الكسلام إلى أن طاوعه السلطان، وقال: "نعم بسم الله، أسير لنايب الشام ونايب حلب وأتفقد أحوالهم وأزيح أعذارهم، ولكن أنت ما لك إقطاع ولا لك في بلادي رزق، ولا بد من شيء يكون لك مني على سبيل الانعام، فما يليق بمثلك يحضر إلى مثلي ويخرج بلا إنعام فشرع يتنصل من ذلك، ولم 58ظ يقبل السلطان منه، وقال: "هذه ارض]( دؤمة من أعمال دمشق، تكون إنعام عليك وعلى أولادك بعدك، ولا بد من ذلك " ، فقبلها(2).

وكان ذلك اليوم قد توفي أحد الأمراء يعرف بأسندمر العمري وبيت المال وارثه، فترل النشو لحوطته، فوجد في خزانته من الذهب تسعة آلاف دينار سوى ما وجد له من الحواصل فأخذها، وعرفه الذي حصله، فرسم ان يسلمها لحاجب مهنا، وعرفه آن هذه برسم الزوادة(2)، ورسم (1) يقصد تنكز نائب الشام والطنبغا الحاجب نائب حلب.

(1) كذا في المقريزي 2/2: 4 37؛ أما الجزري (348 - 349) فقد ذكر أن السلطان قد أنعم على مهنا بثلاث قرى إحداها قرية دومة وهي هلم تقطع لأحد قبلهه، وقرية بسلمية وأخرى بالرحبة .

(3) كذا في المقريزي؛ وفي الجزري (ص 348) ان السلطان قد اعطى مهنا ثماتية عشر ألف دينار مصرية وثلشماية الف درهم

Page 207