============================================================
مدة وهم يواصلوا ذلك الرجل بالنققات والكسوة إلى آن حصل بينهم أمر أوجب انحمال الفقير عليهم ورافعهم . (وحكى ابن الخروبي عن هذا الرجل في حال ابتدائه معهم أمور كثرة أوجبت اعتقادهم فيه، وأنه كان يحضر إلى آخوه ويقول: *قم هات ألف درهم يا قواد"، فيستنكر ذلك وينحه، فيقول : "القواد غدا يجرأ عليك من كيت على كيت" فيتغق له ذلك مرارا عديدة، فصاروا لا يمتحوه شيء إلى أن كثرت عليه الدنيا واتسعت وفسد حاله، وأزال عنه ما كان عليه ففعل ما فعل)(1) ورسم السلطان بقتلهم لابن المحسني، فعاقبهم عقوبة عظيمة وحمل منهم لبيت المال ماية ألف وعشرين آلف درهم، وعرف السلطان عند حضوره من الحجاز، ورسم له بالإفراج عنهم.
ولما راى النشو حرج السلطان على ابن المحسني أراد أن يتمكن منه في ذلك الوقت، ولما عرف السلطان أن المال أخذه لنفسه، طلب الأكوز وعرفه أن يطلب ابن المحسني، ويطلب صلاح الخروبي ويستعلم المال في جهة من : فخرج الأكوز وطلب ابن الخروبي وابن المحسني ، ورأيت من ابن الخروبي في هذه الواقعة مروة عزيزة وصدق وخوف من الله تعالى وإبقاء لدينه، وأن النشو طلبه إليه وعرفه الصورة، وأوصاه بأشياء يبلغ غرضه 17ظ بها، وعرفه: " أن ابن المحسني ما فعل في (( حقك خسير، وهزأ وقتل" . ولما حضر إلى الأكوز طلب ابن المحسني، وقسال الأكوز للخروبي : "ايش آخذ هذا منك ؟ " . قال : "يا خوند، أخذ مني ماية ألف وعشرين ألف" قال لابن المحسني: اسمع إيش يقول قال: "يا خوتد، صدق الرجل". قال: "وأين المال الذي أخذته، احضره؟" قال: "اياخوند، المال حملته للخزانة، وأخذت وصول من بيت المال به"، وأخرج الوصول. قال الأكوز : " لا، ما هو الذي أخذته للسلطان إلا الذي أخذته أنت لنفسك" قال : " يا خوند، هذا الرجل حاضر، الأمير (1) مامين القوسين ورد على الهامش بالقلم نفسه.
165
Page 195