Nuzhat al-Majālis wa-muntakhab al-Nafāʾis
نزهة المجالس ومنتخب النفائس
Publisher
المطبعه الكاستلية
Publisher Location
مصر
في الدعاء على سبيل الخضوع أو وضع وجهه على الأرض على سبيل الخشوع غفرت له ذنوب سبعين سنة فإن قيل من أين علم الملعون أن أكثرهم لا يشكر الله حيث قال ثم لا تجد أكثرهم شاكرين قيل رأى ذلك في اللوح المحفوظ وقيل ظن ذلك فأصاب قال الله تعالى ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فلما قال ذلك قال الله تعالى أنا أفتح عليهم باب التوبة فقال لعنه الله وأنا أسده عليهم بطول الأمل فقال الله تعالى هل تقدر أن تمنعي من المغفرة لهم قال سفيان الثوري ﵁ في قوله تعالى إن عباس ليس لك عليهم سلطان أي ليس لك أن تقدر أن توقعهم في ذنب أعجز عن مغفرته.. السابعة: ما وجه ذكر خصوص عداوته للإنسان وهو عدو الله والملائكة وعدو الجن أيضا قال العلائي الأصل أنه عدو للإنسان لأنه لم يسجد لآدم ظن أن آدم صار سببا للعنه وهو يزعم أنه لا يعادي الله بدليل قول عمر بن الخطاب رأيت إبليس ضعيفا فسألته عن ذلك قال من خوف فراق الله وإنما لم يعاد الجن لأنهم آمنوا بأنبياء الإنس قال العلائي في سورة النحل إن إبليس لعنه الله قال يا رب إن أمة محمد ﷺ يقولون إنا نحب الله ونبغض الشيطان ثم يعصون أمرك ويطيعون أمري فقال الله تعالى فبدعواهم محبتي أغفر لهم ما قصروا في حقي وبدعواهم أنهم يبغضونك أغفر لهم ما عملوا بأمرك.. الثامنة: لما نهى الله آدم عن أكل الشجر وجدها قريبة من سريره فأمره أن يطير فطار السرير ألف عام في الجنة ثم نزل فوجدها قريبة منه فأمره أن يطير فطار ألف عام أخرى ثم نزل فوجدها قريبة منه فقال يا رب نهيتني عنها وجعلتها قريبة مني فقال لو لم أضع الرحمة بجنب المعصية لم أضع السرير تحت الشجرة فلما هبط جاءه جبريل بثورين فحرث عليهما ثم ضربهما قالا كيف تضربنا قال إنكما خالفتم أمري فقالا ولم لم يعاقبك ربك يا آدم لما أكلت من الشجرة فبكى وقال يا رب عيرني كل شيء حتى البقرة فأخرسها الله تعالى إلى يوم القيامة ... بشارة: قال آدم يا رب هل غفرت لي في الجنة فقال لو غفرت لك في الجنة لم يظهر كرمي بمغفرتي لرجل واحد ولكن أردت أن تخرج إلى الدنيا وتأتيني بألوف من العصاة فأغفر لهم حتى يتبين كرمي وجودي ... حكاية: كان دانيال ﵇ عارفا بالطب فأراد أن يظهر نفسه فأمر طباخ الخليفة أنه يزيد دانقا من الملح في الطعام ففعل ذلك فضعف نظر الخليفة فسأل دانيال عن ذلك فقال إن الطباخ زاد في ملح الطعام فسأله فقال نعم قال ولم قال أمرني دانيال بذلك فسأله أنك لم تحتج إلى علي فأردت أن تحتاج إليه كذلك مولانا ﷾ له خزانة رحمة قدر المعصية ليحتاج الخلق إلى رحمته وقيل لعلي بن أبي طالب هل يرحم الله العصاة فدعا بإناءين أحدهما حسن والآخر قبيح فنزل المطر فملاهما جميعا قال كذلك رحمة الله تعالى تعم الطائع والعاصي وقال داود ﵇ إلهي ما كرمك على عبادك قال الله تعالى إني لا أرد العصاة عن المعصية بالعذاب بل أردهم بالإحسان ليستحوا مني فيتوبوا إلي يا داود قل للمتلذذين بذكري هل وجدتم ربا أكرم منهي وأوحى الله إلى موسى قم على بابي فإني لطيف وادعني فإني مجيب واسألني فإني غني وناجني فإني قريب واصحبني فإني كريم ... حكاية: رأيت في كتاب الحدائق لابن الملقن رحمه الله تعالى أن بن
2 / 42