358

Nuzhat al-anām fī maḥāsin al-Shām - al-juzʾ 1

نزهة الأنام في محاسن الشام‏ - الجزء1

Genres

بان ادتى الله المسيح وامه الى ربوة ذات قرار ومعين.

ظل ظليل، وماء سلسبيل، ورياض تحيى النفوس بنسيمها العليل، وتتبرج لناظرها بمجتلى صقيل، وتناديهم هلموا الى مغرس للحسن ومقيل. قد سمئت ارضها من كثرة الماء، حتى اشتافت الى الظماء. فتكاد تناديك بها الصم الصلاب:

اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب. قد أحدقت البساتين بها احداق الهالة بالقمر، واكتنفتها اكتناف الكمامة للزهر. وامتدت بشرقها غوطتها الخضراء امتداد البصر. ولقد صدق القائلون «ان كانت الجنة في الارض فدمشق لا شك فيها، وان كانت في [السماء] فهي بحيث تسامتها وتساميها»

وقال البحتري فيها:

اذا أردت ملأت الطرف من بلد

مستحسن وزمان يشبه البلدا

يمشي السحاب على أجبالها فرقا

ويصبح النبت في صحرائها بددا

Page 361