37

Nuzhat al-alibbaʾ

نزهة الألباء

Investigator

إبراهيم السامرائي

Publisher

مكتبة المنار

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

Publisher Location

الزرقاء - الأردن

جذعا! " وأراد تقريره على الخطأ، فلم يفطن المفضل لمراده، فقال: كذلك أنشدته. فقال الأصمعي حينئذ: أخطأت، إنما هو "تولبا جذعا"، فقال: المفضل: "جذعًا جذعًا"! ورفع صوته، فقال سليمان بن علي: من تحبان أن يحكم بينكما؟ فاتفقا على غلام من بني أسد، حافظ للشعر، فأحضر فعرضا عليه ما اختلفا فيه، فقال بقول الأصمعي، وصوب قوله، فقال المفضل: وما الجدع؟ فقال: السيئ الغذاء؛ وهكذا هو في كلامهم، ومنه قولهم: أجدعته أمه؛ إذا أساءت غذاءه. خلف الأحمر وأما أبو محرز خلف بن حيان المعروف بخلف الأحمر؛ فإنه كان مولى أبي بردة بن أبي موسى، أعتق أبويه - وكانا فرغانيين - وكان يقول الشعر فيجيد؛ وربما نحله الشعراء المتقدمين، فلا يتميز من شعرهم لمشاكلة كلامه كلامهم. وقال أبو عبيدة: خلف الأحمر معلم الأصمعي، ومعلم أهل البصرة. وقال ابن سلاّم: أجمع أصحابنا أنه كان أفرس الناس بيت شعر وأصدق لسانا؛ وكنا لا نبالي إذا أخذنا عنه خبرًا، وأنشدنا أن نسمعه من صاحبه. وحكى شمر قال: كان خلف الأحمر أول من أحدث السماع بالبصرة؛ وذلك أنه جاء إلى حماد الراوية، فسمع منه - قال وكان ضنينًا بأدبه. وقال الحسن بن هانئ يرثي خلفًا: بت أعزي الفؤاد عن خلف ... وما لدمعي إلاّ يفض يكف أنسى الرزايا ميت فجعت به ... أضحى رهين الثواء في جذف

1 / 53