183

../kraken_local/image-231.txt

(قال) : فاتفق أن خرجت من منزلي بنية المبيت فيه مع أهلي وقدمت الفراش بما احتاج إليه من فرش وطعام وعلف الدابة وغير ذلك. وغلقت.

اباب داري وتقدم الغلام بمصباحه وسرت وحدي راكبا على بغل وقد ضاق الوقت، فوصلت إلى القرافة بعد المغرب عند اختلاط الظلام. فبينما أنا اسير بين الجبانات في موضع منقطع بطرف من اطراف القرافة، حتي امعت في تربة من الترب شخيرا ونخيرا وشهيقا يسلب العقول ويأخذ ابجامع القلوب، لم أسمع قط بمثله ولا ظننت أن أحدا يفعله، بحركات اموزونة ونغمات مطبوعة وألفاظ مسجوعة ينسى لها نغمات الأوتار وتستخفى لديها ربات المزمار فسقت دابتي إلى حانط التربة ثم تطاولت واشرفت وإذا بامراتين السفلى جارية تركية تخجل البدر كمالا والغعيين اعتدالا بيضاء ضة(12)، ناهد. وعليها امراة نصيفة، بدينة. حسنة، نظيفة الزي، شكلة الا انها ليست كالسفلى، وهي تساحقها وتطارحها ذلك الكلام. والسفلى تجيبها جواب مقصركأنها متعلمة لها فلما رايت ذلك لم اتمالك ان صرخت عليهما وقلت: (قوما، لعنكما الله).

وسقت نحوباب التربة(13) بنية ان اقفل عليهما ثم استدعي بعض المارين يؤدبهما، فلما صرت على الباب قامت العليا وهمت السفلى بالقيام فقالت الها: (مكانك كما انت)، فبقيت مستلقية على ظهرها ثم كشفت عن بطنها وسرتها وصدرها ثوبا ازرق كان عليها، فبان لها صدر كالمرمر ونهدان كالرمانتين وبطن كأنه عرمة ثلج(14) فيه سرة كمدهن(15) بلور إلى حرراب أبيض، مشرب بحمرة لم أشاهد قط عظمه ولا نقاه(16)، ثم قالت لي: (ويحك

Page 239