321

Nuzhat al-abṣār bi-ṭarāʾif al-akhbār wa-l-ashʿār

نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار

Publisher

دار العباد

Publisher Location

بيروت

Genres

إِلى الحشر فيكم لا تزال وراثة ... نؤمل من باري الوجود امتدادها
تساهلت للقطر الشقيق وأِننا ... لنأَمل للقطرين فيك اتحادها
تقرب ما بين العروبة دائبا ... لأنك حقًا لا تحب ابتعادها
وفي فيصل أكرم بطلعة فيصل ... وجدنا ثغور المسلمين سدادها
يراه يدًا للمسلمين وعدة ... إذا فقدت يوم النضال عتادها
أمولاي دم للعرب حيًا مملكا ... وتلك حياة لا نحب افتقادها
لعلك إن شبت من الغرب فتنة ... لتضمن للإسلام منها حيادها
أمولاي قد دبجت فيك قصائدًا ... جعلت سواد العين مني مدادها
وسيرتها للحشر فيك قوافيًا ... نواصع حتى الصخر مني استعادها
لي الفخر أني فيك أول شاعر ... بكوفان أبيات القصيد أجادها
ملأت بها عين المحبين قرة ... ومن عين أعداكم فقأت سوادها
ولا والذي استولاك حرمة بيته ... وولاكها بطحاءها وجيادها
تجدد فيها العيد في كل حجة ... وتثني إِليك المكرمات وسادها
ومما مدح به الملك عبد العزيز أعزه الله سنة ١٣٥٣ قصيدة محمد عباس نقلتها من جريدة أم القرى وهي:
فاز الكرام وأهل البخل قد حبطوا ... إذ بات سعد سعود العرب يغتبط
وأطرب العيس حادينا بنغمته ... مذ راح صك إمام الحق يشترط
ذاك الإمام الذي بالعدل خط له ... ملك وبالعدل كم خطت له خطط
يحكم الشرع في كل الأُمور وما ... يثنيه عنه رضى قوم ولا سخط
لا زال يأمر بالمعروف منبسطًا ... وحبذا ملك بالعرف ينبسط
وينكر المنكر الممقوت مبتهجًا ... وراجيًا من عظيم الأَجر ما غمطوا
فإذا تكلم خلت البحث يسكبه ... تبرًا أو اللؤلؤ المنثور يلتقط
وإن علا منبر التوحيد يخطبهم ... أصغت له العرب والأتراك والنبط
فآب كل فريق كان يخدعه ... شيء من الشرك في التوحيد يختلط
يسبح الله من خوف ومن وجل ... وعنه زال العمى والغي واللغط
وصار يتلو كتاب الله متعظًا ... بوعظه ولكم بالوعظ يغتبط
ذاك الإمام وأنى كالإمام لنا ... يهذب الناس منه منهج وسط
فجرد الدين مما قد أضر به ... وزاد فيه غلوًا ذلك الرهط
وأصبحت أمهات الكتب بارزة ... يزيد في حسنها الأشكال والنقط
فقام يشرحها أهل الحديث لهم ... والقول في الدين ما حلوا وما ربطوا
وإن علا من كرام الخيل أشقرها ... والسيف في كفه يا سعد مخترط
تقول هذا علي في مهابته ... وعلمه في فنون الحرب منضبط
أمست به الكعبة الغراء آمنة ... من الأجانب وارفضت بها السلط
خابت مساعي العدى واسود طالعهم ... وهل يسرح وجه الأَمرد المشط
فقد حوى الحزم والعزم العظيم به ... كما حوى المسك من تضييعه السفط
أذوب فيه غرامًا والغرام به ... نور وبالنور عنا الظلم ينكشط
نزلت من شامخات العز أرفعها ... وأشرف العز عندي ذلك النمط
جزاك ربي عن الإسلام قاطبة ... فقد قضوا حجهم أمنًا وما عبطوا
عبد العزيز وشعري فيك أجمعه ... وكل شعر تعدى مدحكم شطط
ظهرت والدين يشكو من تصارفهم ... وكم شكا الدين من قوم به اختلطوا
من أين للدين تبييت العصابة في ... طي الوسادة منضمًا لها الإِبط
هذا هو الزور والكذب الصراح وكم ... للقوم زور وكذب منهما هبطوا
وليس هذا عجيبًا من تلاعبهم ... بالدين والدين من أعمالهم سخط
وإنما عجبي من أمة قنعت ... بكل قول ركيك الأصل ينمعط
طرائقًا راح يحييها وينصرها ... بعض من الناس معقولهم شحطوا
لا يعتنون بشرع الله خالقهم ... لأنهم من علوم الدين قد قحطوا
أعوذ بالله مما يفترون به ... على كتاب الهدى يا قوم واشترطوا
يخادعون أناسًا لا عقول لهم ... وينفثون على المرضى وهم رقط
فكل باطلهم من علم باطنهم ... وأنف عاطلهم بالجهل يستعط
فاغلظ عليهم ولا تعطف على أحد ... فطالما عاندوا جهلا بما فرطوا
والخضر مات وهل في الموت منقصة ... لدى الخلائق إذ زاغوا وإذ قسطوا

1 / 321